أو قصدا، على ما يظنه جماعة ضلوا عن السبيل في معنى إرادة الله عز اسمه، وإنما يفيد ايقاع الفعل الذى يذهب الرجس، وهو العصمة في الذين أو التوفيق 1 للطاعة التى يقرب العبد بها من رب العالمين 2. وليس يقتضى الا ذهاب للرجس وجوده (2 ظ) من قبل كما ظنة السائل، بل قد يذهب بما كان موجودا ويذهب بما لم يحصل له وجود، للمنع منه. والإذهاب عبارة عن الصرف، وقد يصرف عن الإنسان ما لم يعتره، كما يصرف ما اعتراه. ألا ترى أنه يقال في الدعاء: " صرف الله عنك السوء "، فيقصد إلى المسألة منه تعالى عصمته من السوء، دون أن يراد بذلك، الخبر عن سوء به، والمسألة في صرفه (عنه) 3. وإذا كان الإذهاب والصرف بمعنى واحد فقد بطل ما توهمه السائل فيه، وثبت انه قد يذهب بالرجس عمن لم يعتره قط الرجس على معنى العصمة له (منه) 3 والتوفيق لما يبعده من حصوله به. فكان تقدير الآية حينئذ: انما يذهب الله عنكم الرجس الذى (قد) 3 اعترى سواكم بعصمتكم منه، ويطهركم اهل البيت من تعلقه بكم 4، على ما بيناه. واما القول بان اشباحهم عليهم السلام قديمة فهو منكر لا يطلق. والقديم في الحقيقة هو الله تعالى الواحد الذى لم يزل. وكل ما سواه محدث مصنوع مبتدأ له اول. والقول بانهم لم يزلوا طاهرين قديمي الأشباح قبل آدم 5 كالأول في الخطأ. ولا يقال لبشر إنه لم يزل قديما. 1 - سائر النسخ: والتوفيق. 2 - روى الحافظ القندوزى الحنفي عن الحسن بن على - سلام الله عليهما انه قال في خطبته. إنا أهل بيت أكرمنا الله، واختارنا واصطفانا، وأذهب عنا الرجس وطهرنا تطهيرا. (ينابيع ا لمؤدة 576). 3 - أثبتناه عن سائر النسخ. 4 - ويؤيد هذا المعنى ما ورد في زيارة الجامعة الكبيرة - التى علمها الإمام على بن محمد الهادى عليهما السلام موسى بن عبد الله النخعي -: عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن. وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس " وطهركم تطهيرا. (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين 2 / 181). 5 - رض، مل، مر + عليه السلام.
--- [ 28 ]
صفحہ 27