وقال عليه السلام أيضا في وصيته لبعض أولاده يحثه على طلب العلم النافع، والحرص عليه إذ رب علم جهل: واعلم أيدك الله أن ذلك هو العلم النافع، من الأصول والفروع، فعليك بطلبه من علماء آبائك وأجدادك فإنهم السفينة من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى ، في قول وعمل واعتقاد، وهم أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء إلى منقطع التكليف كما ورد في الآثار النبوية الطاهرة، كظهور الشمس، ووجوب إتباعهم وسلوك آثارهم لا يجهلها إلا جاهل، ولا يضل عنها إلا مائل، قال جدك الهادي إلى الحق يحي بن الحسين صلوات الله عليه مفصلا لهذه الجملة في كلامه له عليه السلام في مثل هذا الباب: ثم اعلم من بعد كل علم ومن قبله، وعند استعمالك لعقلك في فهمك أن الذين أمرنا باتباعهم من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحضضنا على التعلم منهم هم الذين أخذوا بكتاب الله من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقتدوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين اقتبسوا علمهم من علم آبائهم وأجدادهم جدا عن حد وأبا عن أب حتى انتهوا إلى مدينة العلم، وحض الحلم الصادق المصدق الطاهر المطهر عبدا لله المقدم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فمن كان علمه من آل رسول الله على ما ذكرنا منقولا إلى آبائه مقتبسا من أجداده لم يزغ عنهم ولم يقصد إلى غيرهم ولم يتعلم من سواهم فعلمه ثابت صحيح لا يدخله فساد ولا زيغ ولا يحول أبدا عن الهدى والرشاد ولا يدخله اختلاف، ولا تفارقه الصحة والائتلاف.
صفحہ 49