الكمالية السؤال الثاني، الإنسان مخلوق مماذا؟ وعلى من يطلق لفظ الإنسانية والآدمية وأنفس الآدمي كم هي ومآل النفس إلى أين؟ فقال الزاهد: الإنسان مخلوق من العناصر الأربعة المشار إليها وهي التراب والماء والهواء والنار ومن الأمزجة الثمانية مفردة ومركبة على سبيل الاعتدال، والإنسانية عبارة عن القوة المميزة بين الصحيح والفاسد والرائج والكاسد والحق والباطل والحسن والقبيح العاطل والخير والشر والنفع والضر، والمميز لهذه الأشياء، يقال له النفس الناطقة والأنفس ثلاثة ويعبر عنها تارة بالروح وتارة بالقلب وكل نوع من هذه الأنفس قائم بعضو من الأعضاء مستمد من شيء من الأشياء، الأول الروح الطبيعية قائمة بالكبد واستمدادها من الأغذية، الثاني الروح الحيوانية وقيامها بالقلب وفيه حركة البدن واستمدادها من حركة الأفلاك، الثالث الروح النفسانية وفعالها من الدماغ ومنها الحركات الذهنية كالأفكار وما يتولد منها وذاك يترقى بالأرواح إلى عالم الغيب لأجل الثواب والعقاب، السؤال الثالث، قال العفريت: أخبرني عن كيفية وضع العناصر الأربعة فقال الزاهد: بحسب الخفة والثقل واللطافة والكثافة، فالتراب أثقلها فهو أسفل الكل وفوقه الماء لأنه أخف منه وفوق الماء الهواء لأنه أخف منهما وفوق الهواء النار لأنه أخف منهما جميعًا فعنصر الماء محيط بالتراب وعنصر الهواء محيط بالماء والتراب محيط بالماء والنار محيطة بالكل. السؤال الرابع، قال العفريت: أخبرني عن أقرب الأشياء وعن أبعد الأشياء وما الشيء الذي يمكن عوده وما الشيء المستحيل وما الشيء الذي لا يمكن تحصيله بالاكتساب وما الشيء الذي لا يمكن ضبطه وما الشيء الذي لا يمكن الإحاطة به؟ فقال الزاهد: أقرب الأشياء الأجل وأبعد الأشياء ما لم يقم والشيء الذي يمكن عوده النعمة والشيء الذي لا يمكن عوده ويستحيل
1 / 57