بالنسبة إليه فحصل لي ما حصل، فاستحسن كسرى جوابه وعجب من سرعة بديهته.
وهذه حكاية أوردتها ليعلم أن كسرى وإن كان فاضلًا وبارعًا في العلوم لكن الوزير بزرجمهر كان أحسن محاضرة وأسرع منه جوابًا وأحكم بديهة ومع هذا كله فإنه غلبه في المناظرة وسلم إليه كسرى ذلك وإن كان هو السلطان والحاكم، وهذا الرجل أعني الشيخ البابلي كذلك فكيف يقدر الشخص على مجادلته ومباحثته. فعند ذلك استشاط العفريت غضبًا وقال: لقد عظمتم من شأن هذا الآدمي ووضعتم من شأننا وأنا ما قلت لكم ما تقدم من القول إلا لأخبر ما عندكم واستبدي رأيكم ونحن أعظم حيلة وأسرع مكرًا وأقدم وجودًا وأغزر علمًا وأكثر عددًا وأوفر عدة وما أرى لكم همة صادقة ولا انبعاثًا تامًا ثم أقبل على الوزير الأول وقال له: أجل قداح فكرك وحقق ما تفعله فإن رأيك أمتن ورأيك
1 / 52