فلم نخطئ فؤاده
وبايع سائر المسلمين في المدينة أبا بكر واستقام له الأمر.
ولكن خلافا آخر شجر، وكان أشد على أبي بكر من خلاف الأنصار ذاك، وكان هذا الخلاف بينه وبين فاطمة - رحمها الله - بنت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، جاءته تطلب إليه ميراثها من أبيها، فأبى عليها ذلك وقال لها إنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم
يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة.» ثم قال: إنه لن يخالف أبدا عن قول رسول الله.
فغضبت فاطمة وشاركها زوجها في غضبها وتأخرت من أجل ذلك بيعة «علي» - رحمه الله - لأبي بكر، على أن فاطمة - رحمها الله - لم تعمر بل توفيت بعد أبيها بستة أشهر، فأقبل «علي» فبايع كما بايع الناس.
ويقال: إن بني هاشم كانوا يرون لأنفسهم الحق في خلافة النبي
صلى الله عليه وسلم ، فهم رهطه الأدنون وهم أقرب إليه من تيم قوم أبي بكر ومن عدي قوم عمر ومن أمية قوم عثمان. ولكنهم رأوا إجماع الناس على أبي بكر كما رأوا إجماع الناس على عمر من بعده وعلى عثمان من بعد عمر فكرهوا أن يثيروا الفتنة أو أن يحدثوا في الإسلام حدثا وأذعنوا لإجماع المسلمين.
ويقال كذلك: إن النبي قال لبعض أصحابه في مرضه الذي توفي فيه: «إيتوني بصحيفة أكتب لكم ما لا تضلون بعده أبدا.» فاختلفوا وتنازعوا، يقول بعضهم: إن النبي قد اشتد عليه الوجع وعندنا كتاب الله، ويقول بعضهم الآخر: بل دعوا رسول الله يكتب. فلما أكثروا قال لهم النبي
نامعلوم صفحہ