وهناك من يرى أن المرأة ملاك إذا أحبت، شيطان إذا كرهت، ولذلك هناك من ينصح قائلا: «خذ من حب المرأة ما يأخذ الزاهد من الخمر، ولكن لا تثق به أبدا.»
والحقيقة التي لا مراء فيها، أن في قلب المرأة بئرا عميقة من الحب يتعذر على الأجيال أن تجمد ماءها، وأن المرأة لا تلعن قط من أخلصت له الحب الصادق من الرجال، بل تصفح عن كل أخطائه، وتستمر في حبه إذا أرغمه الزمان مكرها على تركها.
ولكن هناك من يتبرم بحب المرأة، فيقول برنارد شو: «إن تقلب المرأة التي أحبها لا يعادله في النكد سوى بؤس ثبات النساء اللواتي يحببني.»
أما جونسون فيقول: «أن تجد امرأة لم يكن لها حبيب قط أسهل بكثير من أن تجد امرأة كان لها حبيب واحد فقط.»
والمفهوم طبعا، أن المرأة إما أن تحب وإما أن تكره، ولا ثالث لها، ولن يكون بغضها بأية حال أشد من بغضها لغريمتها المرأة.
وللأديب الصيني لين يونانج رأيه الخاص في حب المرأة، فقد سئل ذات مرة: «من هو أعظم رجل في العالم؟» فقال: «هو الرجل الذي يستطيع أن يعيش بدون حب.» ثم سئل: «من هي أعظم امرأة في العالم؟» فأجاب: «هي المرأة التي تعيش على الحب.»
ويرى كامل الشناوي أن المرأة لا تحب إلا الأطفال، فهي تحب ابنها إذا كان طفلا، وتحب زوجها إذا كان طفلا كذلك.
وطبيعي أن المرأة تظل ميالة إلى الحب، أي إلى خدمة أمانيها، ما دامت لم تلد، فاذا أنجبت خلفا شعرت بمعنى المسئولية والتضحية، وقدرت السعادة الزوجية حق قدرها، ولكن هناك من النساء من تظل تبحث عن الحب حتى بعد الأمومة.
وتتغير نظرة المرأة إلى الحب كلما تقدم بها العمر، فالفتاة في سن العشرين، تحب لتتزوج، وفي الثلاثين لتسعد، وفي الأربعين لتثبت أنها ما زالت جميلة، أما إذا أحبت بعد ذلك، فلكيلا تفكر في الشيخوخة ، فما أعجب المرأة! وما أعجب السر الذي يطويه قلبها!
إنك مهما قرأت عن المرأة، ومهما عرفت من النساء، وعن النساء، فلا تستطيع أن تعرف طبيعة المرأة.
نامعلوم صفحہ