[الفصل الأول] [في المقدمات] ولما فرغ من المقدمة أخذ في الفصول الموعود بها، فقال (الفصل الأول). وكان حقه عطفه بالواو على قوله في أول الرسالة: (أما المقدمة)، كما هو حق التفصيل بعد الإجمال، وكذا الكلام في الفصل الثاني والثالث، لكن حذفه لفظا- وإن استحقه المقام- قاعدة مطردة شائعة في الكلام، ذكره ابن هشام في المغني وخرج منه قوله تعالى وجوه يومئذ ناعمة (1) أي وجوه، عطفا على وجوه يومئذ خاشعة ، (2) وقوله تعالى إن الدين عند الله الإسلام (3) فيمن فتح الهمزة، أي وأن الدين، عطفا على أنه لا إله إلا هو (4).
وحكي عن أبي زيد: أكلت خبزا لحما تمرا، على حذف الواو، ومثله كثير (5).
وقد تقدم أن الفصل لغة: هو الحاجز بين الشيئين (6)، ومنه فصل الربيع؛ لأنه يحجز بين الشتاء والصيف. وكان حقه أن يوصل ب(بين) فيقال: فصل بين كذا وكذا،
صفحہ 59