ابن باز في هذا العصر : إمام الغرباء ، وعالم الأولياء ، وزاهد العلماء .
تقلد ابن باز أرفع المناصب ، فكان آية في أداء الواجب . حضرت له مجالس وموائد ، وحملت عنه فوائد ، وألقيت عليه قصائد ، ورويت عنه فرائد .
كانت محادثة الركبان تخبرنا
حتى التقينا فلا والله ما سمعت
عن شيخنا الباز تروي أروع الخبر
أذني بأحسن مما قد رأى بصري
لما جاء خبر وفاة هذا الإمام تعثرت به الأفواه ، وتلعثمت به الشفاه ، وقال القلب هذا خبر لا أقواه ، وقالت النفس ما أشد هذا المصاب على القلب وما أقساه .
أصيب به الإسلام وارتج أهله
كأن بني الإسلام يوم وفاته
على فقده حتى أصيب به الصبر
نجوم سماء خر من بينها البدر
ابن باز بز بعلمه الأعلام ، وأتعب بسيرته الأقلام ، وأهدى عمره للإسلام ،
وكفل بكرمه الأيتام .
لو رآه يحيى بن معين لقال : مرحبا بعلم الإسناد ، ولو أبصره حاتم الطائي لقال : أهلا يا سيد الأجواد ، ولو لقيه الأحنف بن قيس لقال : منكم الحلم يستفاد .
ابن باز بز الأقران ، بطاعة الرحمن ، وعلم السنة والقرآن ، وإكرام الضيفان ، واحترام الإخوان ، وبر الأقارب والجيران .
سعى سعيهم قوم فلم يدركوهمو
ولكن لهم سبق الجلالة والعلا
وما قصروا عند اللحاق ولم يألوا
فجاء لهم من كل ناحية فضل
إن زرته غمرك بالإكرام ، وأتحفك بالاحترام ، وآنسك بطيب الكلام ، وضيفك ألذ الطعام ، وعلمك الآداب والأحكام ، فهو يجمع الجودين ، وبما تقوم الدنيا والدين .
ابن باز أبو الدعاة ، وشيخ القضاة ، وناصح الولاة ، تحبه لتقواه ، وتحترمه لفتواه .
صفحہ 67