مقامات القرني

عائض القرني d. 1450 AH
20

مقامات القرني

مقامات القرني

اصناف

هذا أريج الزهر من بستانه

السحر من إخوانه والحب من

أنا ما رويت الشعر من روما

كلا وما ساجلت من عمران

دع لامرئ القيس الغوي ضلاله

ضل الهداية شكسبير فما روى

لما دعوت الشعر جاء ملبيا

فعففت عن مدح الأنام ترفعا

لا سيف ذي يزن يتوج مدحتي

أو عاد أو شداد أو ذو منصب

ملك الملوك قصدته ومدحته

والله لو أن السماء صحيفة

والدوح أقلام وقد كتب الورى

لم يبلغوا ما يستحق وقصروا

لو تستجير الشمس فيه من الدجى

أو شاء منع البدر في أفلاكه

حتى الحجارة فجرت من خوفه

وتصدعت شم الجبال لبأسه

وتفتح الزهر الندي بصنعه

والحوت قدسه بأجمل نغمة

حتى الضفادع في الغدير ترنمت

هذى النجوم عرائس في محفل

يا مسرح الأحباب ضيعت الهوى

مجنون ليلى ما اهتدى لرحابه

أو ما قرا عنه وثيقة عهده

الشمس تسجد تحت عرش إلهنا

شعر كأن الفجر في أجفانه

أخدانه والحسن من أعوانه

وما رتلت آي الحسن من لبنانه

أو حطان أو مجنونه أو قبانه

يلقي قفا نبك على شيطانه

إلا نزيف الوهم من هذيانه

يسقى كؤوس الشعر من حسانه

لا تمدحن العبد في طغيانه

أو شكر نابغة على ذبيانه

ينمى إلى عدنان أو قحطانه

فتراكض الإبداع في ميدانه

والمزن يمطرها على إبانه

مدح المهيمن في جلالة شأنه

وزن الهباءة ضاع في ميزانه

لغدا الدجى والفجر من أكفانه

عن سيره لم يسر في حسبانه

والصخر خر له على أذقانه

والطلع خوفا شق من عيدانه

يزهو مع التسبيح في بستانه

لغة تبز الحسن من سحبانه

بقصائد التقديس في غدرانه

تملي حديث الحب في سلطانه

وضللت يا ابن الطين عن عنوانه

متهتكا عبثا مع مجانه

فيها حديث الصدق من قرآنه

والبدر رمز الحسن في أكوانه

والهدهد احتمل الرسالة غاضبا

غضبا على بلقيس تعبد شمسها

لولاه نوح ما نجا يوم الردى

لما دعاه يونس لباه في

يدعو إلى التوحيد من إيمانه

فسعى لنسف الملك من أركانه

في فلكه المشحون من طوفانه

صفحہ 13