266

============================================================

مقالات البلخي (53) ب) وما علم أنه لا يكون لترك فاعله، فمن قال: يجوز أن يكون بأن لا يتركه/ فاعله ويفعل أخذه بدلا من تركه، ويكون الله عالما بأنه يفعله، يريد بقوله: يجوز عليه، وليس بمحال كونه، فقد صدق وقال الحق.

وقال عليي الأسواري في ذلك بمثل ما حكيناه من قوله في القدرة على ما علم أنه لا يكون، ويجب في قياس قول عباد: أن كل ما علم الله أنه لا يكون فلن يجوز أن يكون بوجه من الوجوه، وأن قول القائل لشيء من ذلك يجوز أن يكون على معنى أن يكون الله لم يزل عالما؛ لأنه يكون خطأ. وكذلك أخبر أنه لا يكون.

القول في الماهية: قالت المعتزلة كلها والخوارج إلا صنفا من الإباضية وأكثر المرجئة بنفيها، وقالوا: إنه لا يخلو لو كانث من أن تكون هي هو أو غيره أو بعضه، قالوا: ولو كانت غيره أو بعضه كان في هذا من بعض التوحيد ما فيه، وليس ذلك من قول من يدعي الماهية فيطيب في كسره، ولو كانت هي هو كنا قد جهلناه وأنبياءه ورسله صلواث الله عليهم؛ إذهم ونحن جاهلون بماهيته.

قالوا: ولو أن تكون له كيفية، وليس يجوز أن يقال: ما هو؟ إلا لمن له أشباه ونظائر من جنسه يحتاج إلى انفراد منها.

وقال ضرار ومن ذهب مذهبه: إن له ماهية لا يعلمها إلا هو.

وحكي عن أبي حنيفة وعن جماعة أصحابه وليس يريد هؤلاء من ذكر الماهية إلا أنه يعلم بنفسه بالمشاهدة لا بدليل ولا خبر، ونحق نعلمه بدليل وخير

صفحہ 266