121 7 *7/1مم ر:
ومعه ثا 415 يوره اعنين دداياوادايت
صفحہ 1
============================================================
كتاب المقالات ومعه عيون المسائل والجوابات لأب القاسم عبدالله بن احمد بن محمود البلخي حققه: أ د. حسين خانصو آ. د راجح كردى د. عبدالحميد كردى الطبعة الأولى : 1439ه - 2018م جيع الحقوق محفوظة باتفاق وعقدع قياس القطع: 2417 الرقم المعياري الدول: 978-606-9437-22-6 :158/7 ل الناشر: 3ل 4 مترعد 151 81 666108 05/15600/عل289.
61666:(290)2164740960/1910-1916 1 الموزع: دارالفثح للدراسات "النش د ماتف: 009694646199) فاك:009664646199) جوال:609621222926467) ص:1979 عقان 11118 ااردن 1769dالبريد الالكتروتي: 5115481.628ق الموقع عاى الشبكة الإلكترونية: 7755252067 الدراسات المنشورة لا تعير بالضرورة عن وجهة تظر الناشر جيع الحقوق محفوظة لايسمح يإعادة إصدار هذا الكتاب أو أي جزء منه أو تخزينه في نطاق استعادة المعلومات أو نقله بأي شكل من الأشكال دون إذن خطي سابق من الناشر.
1659266996 1161 2 415 696 10 6666 79616 ا4 91966962995696 565 66266r 66626 6607 7 1501675
صفحہ 2
============================================================
9 4 7 لو4107
ومعه وو72 ثا 6با ~~ا94 ر اى س7 لابي القاسوعبدالله بن أحمد بن محمود البلخي المتوفى سنة 319ه أاقده كتاب في فرق المستلمين يحقق لأول مرة عن نتخة عتيقة فرددة حققه أ. د. حسين خانصو ا. د. راجح كردي د. عبدالحميد كردي 2 درلفتە ب صترع
صفحہ 3
============================================================
سم ليا1
صفحہ 4
============================================================
بشالله البم ال مقدمة التحقيق الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وسلم تسليما كثيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل: فان من أهم المسائل التي يهتم بها أهل العلم، هي مسائل أصول الدين، وما يشتغل به من العقائد، وكذلك النظر في مسائل أهل الفرق الإسلامية، التي اشتغل فيها العلماء منذ القرون الأولى واهتموا بالتصنيف فيها، وغرفت هذه المصنفات باسم "المقالات" من أهل الفرق الإسلامية، أو غير الإسلامية.
وكتابنا هذا الذي بين أيدينا هو من أهم هذه المصنفات المتقدمة التي تركها لنا العلماء، وهي تنقل لنا آراء أهل الفرق ومعتقداتهم، وأسماء الفرق ورؤسائهم واهم حجچهم.
وإن كان كتاب مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين للأشعري قد ذاع صيته، إلا أن كتاب المقالات للبلخي، هو الأسبق منها، وإن كان الأشعري يعرض مقالات أهل الفرق، وهو يمثل أهل السنة، فإن الكعبي يعرض في كتابه مقالات أهل الفرق، وهو معتزلي ورأسن في هذا المذهب الفكري المشهور.
صفحہ 5
============================================================
قالات البلى وتأتي أهمية هذا الكتاب كونه مصدرا علميا، نقل عن كتب سابقة عنه، ليست موجودة لدينا اليوم، مثل كتاب زرقان، وكتاب آبي عيسى الوراق، و كتاب محمد بن عيى الملقب ببرغوث.
وهذه الكتب على رأي البلخي مفيدة وكافية في هذا الموضوع، لكن كان مقصد البلخي فيما جمعه في كتابه أن يكون أوسع وأشمل، فيجمع تلك الاختلافات التي دارت بين أهل القبلة؛ لذا كان كتابه مرجعا لجميع من كتب في تاريخ الفرق والمقالات، خاصة وأنه يتناول مسائل لم يعرضن لها من سبقه من المصنفين؛ لذلك فهو يغني عنها جميعا، فأصبحت الحاجة إلى كتاب البلخي حاجة ملحة.
هذا ومما يميز كتاب البلخي أن مصنفه يمتلك موضوعية علمية، تجلت فيما أورده من عناوين المصنفات التي أفاد منها، أو أسماء الرجال الذين أخذ عنهم..: كما أن كتابه يعد مرجعا مهما في نقل آراء شيخه أبي الحسين الخياط؛ إذنقل عنه مشافهة، ومراسلة، وأبو الحسين إمام المعتزلة في زمانه، مشهور باطلاعه وسعة معرفته في تاريخ مذاهب المعتزلة المختلفة.
يقول القاضي عبد الجبار: لوهو من أحفظ الناس باختلاف المعتزلة في الكلام وأعرفهم بأقاويلهم"(1). وكان تأليف كتاب البلخي هذا في بغداد تحت اشراف أستاذه الخياط لما ابتدأ في تأليفه، ولما فارق أستاذه وسافر إلى بلده بلخ، لم تنقطع الاستفادة منه، فقد بقي على تواصل معه بالمراسلة، فكثيرا ما أرسل إليه يسأله على المسائل المقررة، ورد عليه مراسلة.
(1) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار، (ص 297).
صفحہ 6
============================================================
مقدمة التحقيق كما أن البلخي كان يضيف على ما ذكره السابقون إضافات لم يقفوا عليها، فمثلا كانت توجه إليه أسئلة حول آراء بعض المذاهب، فكان يراسل أصحاب هذه الآراء أنفسهم ويسألهم عنها.
والبلخي خبيؤ في الاختلافات بين المذاهب كما ذكر في ترجمته: ويقول عنه ياقوت الحموي: "وناهيك من فضله وتقدمته إجماع العالم على حسن تآليفه من الكتب الكلامية، وتصانيفه الحكمية التي بذت أكثر كتب الحكماء، وصارت ملاذا للبصراء، وعمدة للأدباء، ونزهة في مجالس الكبراء التي هي أشهر في ديار العراق منها في ديار خراسان. وأئمة الدنيا مولعون بها، مغرمون بفوائدها..."(1).
ويقول القاضي عبد الجبار عنه: "وكان أبو علي يفضل البلخي على أستاذه أبي الحسين"(2).
وربما أجاب البلخي في كتابه عن آراء أهل الكلام ومذاهبهم إلى زمانه - القرن الثالث الهجري- ويتناول الآراء ووجهات النظر التي شهدها بنفسه، وكذلك الاختلافات التي ظهرت في زمانه، وأفرد بالذكر بعض المواضيع تحت عناوين وهذا الكتاب يعطينا صورة ملخصة عن الفكر الإسلامي في القرون الثلاثة الأولى، سواء فيها الموضوعات التي كانت محل النزاع؛ لذلك لا يعتبر مصدرا فقط للموضوعات التي كانت محل النزاع في تلك الفترة؛ بل إنه يعتبر أيضا مصدرا للمواضيع التي لم تناقش والتي لم يتم تناولها في ذلك الوقت. ونجد أن الكتاب لم يتضمن المواضيع التي اشتهرت في القرون التي بعده، مثل: مسألة المهدي، ونزول (1) معجم الأدباء للحموي، (1491/4).
(2) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة للقاضي عبد الجبار، (ص 297).
صفحہ 7
============================================================
مقالات البلخي عيسى عليه السلام، وأشراط الساعة، وكرامات الأولياء، وكذا لم يرد ذكر الأسماء التي اشتهرت بعد هذا التاريخ مع أنهم معاصرين له. ومن الأمور بالغة الأهمية التي تستحق الوقوف عندها أن البلخي لم يتطرق في كتابه إلى الرد على الأشعري والماتريدي بالرغم من أنهما كانا معاصرين له، وقاما بمعارضته والرد عليه.
ومما يميز هذا الكتاب أنه كان واسعا في شمول الفرق الإسلامية، وذكر نزاعات الجماعات التي لم يكن من الممكن أن تكون فرقا، مثل: ضرار، وجهم.
فلذلك لا يعذ هذا الكتاب مصدرا خاضا بالمعتزلة، بل هو مصدر شامل لجميع جماعات المسلمين: وأخيرا، فإن من أهم مميزات هذا الكتاب أنه كتب بأسلوب سهل سلس، بعيد عن التعقيد والغموض، وكان جديرا بالتقدير والثناء، وذلك لنزاهته واتباعه المنهج المحايد والموضوعي في تناول المسائل، فقد كان أحيانا يعبر عن رأيه بقوله: "وإلى هذا أذهب". ومن الجدير بالذكر أيضا أنه يقول: "فرق أهل القبلة" عوضا عن "فرق الإسلامية".
كما وحرص المؤلف على نقل آراء المخالفين حتى لو كانت قبيحة بشكل محايد، قائلا عن نقل آراء المخالفين له: "... لأن المراد هو وصف المقالات، وأتا لا نستقبح حكاية وصف مقالاتهم، فكذلك لا نستقبح حكاية ما حكوا. وإذا وجدنا لأصحابنا أو غيرهم عبارة سيئة حكيناها على وجهها ولم نتكلف عبارة غيرها، إذ كنا إنما قصدنا الانتفاع بهذا الكتاب والنفع دون المفاخرة بحسن وصفه".
ويقول أيضا: "ولهم حجج كثيرة لم يجز أن نأتي عليها؛ لأن كتابنا هذا ليس كتاب محاجة، وإنما أردنا أن نذكر جملة".
صفحہ 8
============================================================
مقدمة التحقيق وعندما كان يشرح نشأة كل فرقة وآراءهم وطبقاتهم بما فيهم المعتزلة أيضا - أصحاب مذهبه - لم يصفهم بأنهم الفرقة الناجية أو أن غيرهم هم فرق الضلال مثل ما فعله البغدادي في "الفرق بين الفرق"، وغيره من كتب تاريخ الفرق، ولم يمدح أي فرقة مثل ما فعله القاضي عبد الجبار وابن المرتضى اللذان كتبا في الموضوع نفسه، واستفادا من كتاب البلخي؛ لذلك وصف ابن المرتضى هذا الكتاب بأنه مجرد عن الحجج وبيان الصحيح والفاسد في المقالات التي تناولها(1).
بين يدي نشر هذا الكتاب: ولا بد من الإشارة هنا أن أول من وقف على مخطوط هذا الكتاب ونشر قطعة منه في ذكر الاعتزال، هو الأستاذ فؤاد سيد، وذلك في كتابه فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، الذي نشره ابنه أيمن فؤاد سيد بعد وفاته سنة (4 197م).
وكان الأستاذ فؤاد سيد وقف عليه سنة (1952م)، أثناء زيارته لليمن للكشف عن مخطوطات المعتزلة، وأثناء زيارته هذه اكتشف هذا المخطوط في خزانة أحد علمائها(2). وقال ابنه الأستاذ أيمن: ويحتمل أنه تكون نسخة منها في صنعاء اليمن... وذكر أن والده استنسخها، ونقل وصفها عن أبيه بقوله: إنها كثيرة القطع والخروم.
ثم ذكر اسم ناسخها وتاريخ نسخها، الذي يدل على أنها هي نسختنا التي اعتمدنا عليها في التحقيق.
وفي مقدمة الكتاب في موضع آخر قال الأستاذ أيمن: لاهذا الجزء الذي (1) المنية والأمل، (ص44).
(2) أيمن فؤاد، مقدمة فضل الاعتزال، (ص 27، 31).
صفحہ 9
============================================================
مقالات البلخي حققه الوالد للبلخي هو باب ذكر المعتزلة من كتاب لامقالات الإسلاميين"...(1) وهي نسخة مخطوطة اكتشفها الوالد رحمه الله في اليمن أثناء زيارته الأولى لها سنة (1952م )، وقام بتحقيقها، ولكنه عاد وحقق "باب ذكر المعتزلة" منها مرة أخرى".
وفي هذا الكلام ما يشعر بالاضطراب فيه، إذ ذكر أولأ أنه يحتمل أن تكون نسخة منه في اليمن، ثم قال: استنسخها الواله وقال: قام بتحقيقها وعاد وحقق باب ذكر المعتزلة مرة أخرى: والذي أميل إليه أن الأستاذ فؤاد سيد وقف على هذه النسخة في اليمن، واستنسخ قسما منها وحققه ثم نشره ابنه أيمن عن الجذاذات التي تركها والده(2)، وفي تلك الجذاذات وصف تلك النسخة والله أعلم، إذ لو كان عنده بتمامه لوصفه وصفا أكثردقة، وكتب عنوان الكتاب ضمن فضل الاعتزال، (ص 61): ذكر المعتزلة من كتاب مقالات الإسلاميين، والصحيح أن اسم الكتاب: كتاب المقالات، وكما أنه قد فاته ذكر كتاب عيون المسائل والجوابات، وهو ملحق به. والله أعلم وبعد هذ الكلام نستطيع القول: إن الكتاب يطبع لأول مرة كاملا اليوم، حيث نقوم بنشر كتاب "المقالات"، ونلحق به: كتاب عيون المسائل والجوابات"، الذي هو الفن الخامس منه، فيكون كتاب المقالات تاما باذن الله، ونخرجه إلى الناس محققا بعد جهد كبير بذلناه في قراءة المخطوط الوحيد، وتقويم عباراته، والقيام بالخدمة الفنية اللائقة به.
علما أنه قد سبق أن نشرنا كتاب عيون المسائل والجوابات بمشاركة الأستاذ (1) وهو وهم منه؛ لأن البلخي لا يستخدم هذه الكلمة: "الإسلاميين).
(2) أيمن فؤاد مقدمة فضل الاعتزال، (ص 27).
صفحہ 10
============================================================
مقدمة التحقيق الدكتور راجح كردي والدكتور عبد الحميد كردي، وقد صدر عن دار الحامد في عمان، سنة (2014م)، واليوم ننشره مع أصله المقالات تاما.
وفي الختام نتقدم بالشكر إلى الذين ساعدوني في تحقيق هذا الكتاب وخدمته، ونخص بالشكر الأستاذ ملا عبد السلام البجرماني الذي ساعدني في قراءة المخطوط.
ولا ننسى تقديم جزيل الشكر لفضيلة الشيخ الملا نصر الدين المارديني من سكان مدينة (وان) الذي قام بمراجعة نص كتاب لاعيون المسائل والجوابات" قبل وفاته رحمه الله، وجزاه الله خيرا على هذه المساعدة العلمية الكريمة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سئد المرسلين: المحققون اسطنبول 2018/1/1م
صفحہ 11
============================================================
ه ان ت ا.
و م اا اي .
اا 0 ~~11 بيا شت
يتيل يهن :1.
ر
ب ه ~~0
~~ال ه ~~و ه ه
~~~~~~3
1 تر ى
~~ل .
ب اد
23 د ته ة ا متما 8
~~~~اق با و
هه
ت 2
~~~~.
د
اه
ە ن
.
دى ~~ه ~~ه
ت بيپ
اا
ده
ى ه ~~يه
د يا وا بو ..
اه ه ه اديى لا د ب اق ل و ال
و ر اللارا
1 1ند
ه د به ه
شه ب
~~~~د ب ~~ى ش د
صفحہ 12
============================================================
التعريف بالمصنف البلخي اسمه ونسبه: هو عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي، أبو القاسم البلخي، المتوفى سنة (319ه- 931م)، من متكلمي معتزلة بغداد. وكتب الرجال تنسبه إلى جده: الكعبي(1)، وإلى بلده: البلخي(2). وبلخ مدينة كانت في إقليم خراسان، وتعرف في وقتنا الحاضرب: مزار شريف، في أفغانستان.
2 - ولادته: لا يعرف تاريخ ولادة الكعبي بالضبط، وقد نقل ابن حجر عن المستغفري أنه ولد سنة (273ه)(2)، لكن يبدو أن هذا خطأ أو وهم؛ لأن البلخي كان كاتبا لمحمد بن زيد الداعي(4) أمير الدولة الزيدية في طبرستان (ت 287ه- 900م)(5)، فإذا كان في هذا السن كاتبا دل على أنه ؤلد قبل هذا التاريخ الذي ذكره المستغفري، ثم إن البلخي - فيما نقل عنه - قال لصديقه وبلديه أبي زيد أحمد بن (1) اللباب في تهذيب الأنساب، لابن الأثير (3/ 101).
(2) الفهرست، لابن النديم (219).
(3) لسان الميزان، لابن حجر (4/ 429).
(4) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (14/ 298).
(5) الوافي بالوفيات، للصفدي (3/ 68).
صفحہ 13
============================================================
مقالات البلخى سهل البلخي المتوفى سنة (322ه-934م): "وقد نشأنا معا وقرأنا المنطق"(1).
وهذا الرجل ولد سنة (235ه)(2)، فإذا كان قرينه قد ولد في هذه السنة، فغالب الظن أن تكون ولادة الكعبي أيضا قريبة من هذه السنة.
3 - نشأته العلمية: المصادر التي بين أيدينا لا تذكر لنا شيئا عن نشأته العلمية، لكن يحتمل أن يكون تعلم في بلده بلخ الذي كان في زمانه من المراكز العلمية المشهورة مع مرو، ونيسابور، وهراة، ونسف، فهي مراكز علمية وتقافية في بلاد خراسان وماوراء النهر 4 - الوظائف الرسمية التي تقلدها: لقد حكم خراسان في زمان البلخي السامانيون والزيدية الطبرية، وهاتان الدولتان أعلنتا انفصالهما عن الدولة العباسية لضعفها آنذاك. والبلخي كان كاتبا لمحمد بن زيد الداعي الذي كان أمير الدولة الزيدية الطبرية ما بين سنة (270 - 287ه)(3) وبعد ذهاب تلك الدولة سنة (287ه) على يد نصر بن أحمد الوالي العباسي على ما وراء النهر(4) انتهت وظيفة البلخي أيضا.
(1) لسان الميزان، لابن حجر (1/ 479).
(2) المصدر السابق.
(3) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (14/ 298).
(4) الوافي بالوفيات، للصفدي (3/ 68).
صفحہ 14
============================================================
مقدمة التحقيق ولذلك يحتمل أن انتقال البلخي إلى بغداد كان في ذلك الزمان، وقد ذكر ياقوت أن البلخي ذهب إلى بغداد بعد سجنه (1)، لكن يبدو أن هذا خطأ كما سيأتي، وأعتقد آنه سجن بعد رجوعه من بغداد في وظيفته الثانية؛ لأن البلخي بعد عودته إلى بلده بلخ عاد إلى الاشتغال بالسياسة وتقلد الوظيفة مع نشاطاته العلمية، فقد ذكر ياقوت أنه لما استولى أحمد بن سهل بن هاشم المروزي على بلخ، اتخذ أبا القاسم الكعبي وزيرا بألف درهم شهريا(2)، ثم لما قبض على أحمد بن سهل إثر انفصاله عن الدولة العباسية اعتقل البلخي أيضا وبقي مدة(3)، ثم خلصه من السجن الوزير علي بن عيسى الجراح(4) وزير المقتدر في بغداد، وقيل: خلصه حامد بن عباس الذي كان وزيرا بعد علي بن عيسى الجراح(5).
ووزارة علي بن عيسى كانت بين (301-304ه)(6) فنقول: إن اعتقاله كان في تلك المدة، وأحمد بن سهل قتل سنة (307ه)(2)، وبناء على هذا نقول: ان وزارة البلخي واعتقاله والافراج عنه كان ما بين سنة (301 - 307 ه)ا.
وأيضأ هذا يدل على أن وزير المقتدر كان يعرفه وهو في بغداد قبل آن يعود الى بلخ.
(1) معجم الأدياء، للحموي(4/ 1491).
(2) المصدر السابق (1/ 278).
(3) الفهرست، لابن النديم (ص219)، معجم الأدباء، للحموي (4/ 1491)، لسان الميزان، لابن حجر (3/ 255).
(4) سير أعلام التبلاء، للذهبي (14/ 313).
(5) الفهرست، لابن النديم (ص219).
(1) سير أعلام النبلاء للذهبي (15/ 299).
(7) الكامل في التاريخ، لابن الأثير (2/ 265) .
صفحہ 15
============================================================
مقالات البلخي ويمكن أن نقول أنه كتب كتابه "تحفة الوزراء"(1) في ذلك الزمان.
ثم إن البلخي - كما قيل - تاب عن أخذ الوظائف عند الأمراء في آخر عمره(2).
مذهبه: لا يعرف أن البلخي أخذ علم الكلام قبل ذهابه إلى بغداد وإن كنا لا نعرف أي علاقة لمحمد بن زيد الداعي - أمير الدولة الزيدية الطبرية الذي كان البلخي كاتبه (3)- بالاعتزال، لكن نعرف أن في مجلسه بعض رجال المعتزلة كأبي عبيد الله المرزباني (ت296ه)(4)، وهذا فيه إشارة إلى لقائه المحتمل بالمعتزلة.
وتاريخ الاعتزال في بلاد خراسان وما وراء النهر يمتد من زمن واصل بن عطاء، فقد أرسل إلى هذه المنطقة بعض تلامذته: حفص بن سالم وعثمان الطويل، وقد بقيا هناك للإرشاد زمنا طويلا (5)، لكن كانت بلخ زمن الكعبي تحت تأثير مذهب الإرجاء(1)، قال البلخي: خراسان أكثر أهلها من المرجئة ما عدا بعض الأماكن المحددة كانت تحت تأثير المعتزلة والشيعة والخوارج(1).
(1) كشف الظنون، لكاتب جلبي(1/ 376).
(2) فضل الاعتزال، للقاضي عبد الجبار (ص297)، المنية والأمل، لابن المرتضى (186).
(3) يقول البلخي عن فضله: "ما كتبت لأحد إلا استصغرت نفسي إلا محمد ين زيد، فكأني أكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم". شرح الأزهار، لابن مفتاح النجري (1/ 87).
(4) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (4/ 227).
(5) المنية والأمل، لابن المرتضى (149-148).
(6) للبلدان التي كان غالبها الاعتزال انظر: (ص193) من الكتاب.
(7) خراسان الغالب عليها الإرجاء ولا أعلم كوره إلا والغالب عليها الإرجاء خلا الكور التي ذكرت أن الغالب عليها الاعتزال والتشيع والخارجية. انظر: (ص201) من الكتاب.
صفحہ 16
============================================================
مقدمة التحقيق غير آن في بلخ ونيسابور يوجد مذهب الحشوية أيضا، وهو قوي، قال البدخي: "الحشوية كانت تغلب على نيسابور ومصر، وقد صلح حالها بمقام محمد بن عمران صاحب أبي عبد الله البلخي بها وطرسوس وكور الشام، ولهم ببلخ حركة فيما مضى أشده"(1).
والحق الثابت أن البلخي أخذ علم الكلام في بغداد عن أبي الحسين الخياط (ت0 30ها، وإن كان هناك احتمال أنه تعرف على هذا المذهب قبل ذلك الزمن، والخياط كان إمام معتزلة بغداد في زمانه.
ولا يعرف للبلخي أستاذ غيره، وبقي ملازما له زمنا طويلا، وكتب كتابه المقالات تحث رعايته (2).
وفي بغداد أيضا اشتغل بالعربية وأتقنها حتى رد على كتاب "العروض" للخليل ابن أحمد(ت 177ه/ 794م)(3)، وقد شهد له أبو حيان التوحيدي (414 ها 1023م) وقوفه على العربية بشكل جيد(4)، كما أنه يمكننا القول أنه أخذ العربية عن المرد في بغداد، فقدروى عنه في كتابه "قبول الأخبار ومعرفة الرجال"(5).
6 - شهرته العلمية: ويعرف البدخي باشتغاله بالتفسير والحديث والفقه، والتصنيف في هذه العلوم بالإضافة إلى اشتغاله بعلم الكلام.
(1) انظر: (ص4 20) من الكتاب.
(2) انظر: (ص50) من الكتاب.
(3) لسان الميزان، لابن حجر (4/ 429).
(4) البصائر للتوحيدي (1/ 173).
(5) قبول الأخبار ومعرفة الرجال للبلخي (ص71).
صفحہ 17
============================================================
مقالات البلخي وقد عرف عنه اشتغاله بالمنطق(1)، والفلسفة(2)، وعلم الجدل(3)، والأدب(4)، والفرق والمذاهب(5).
ونسبته إلى الحنفية(1) وذكره في طبقاتهم (1) يدلان على مستواه الجيد في الفقه الحنفي أيضا(4).
لكن لا نعرف أساتذته في هذه العلوم سوى أستاذه في علم الكلام أبي الحسين الخياط: وقد بقي مدة طويلة في بغداد وانتشرت كتبه هناك وذاع صيته العلمي(9).
وانتقلت رياسة المعتزلة إليه بعد أستاذه الخياط (10)، بل وفاق أستاذه في الشهرة(11).
واشتهر أيضأ بمجالسه العلمية ومناظراته مع شهرته في تصانيفه العلمية(12).
(1) الفهرست، لابن النديم (ص153).
(2) المصدر السابق (ص357).
(3) المنية والأمل، لابن المرتضى (ص175).
(4) فضل الاعتزال، للقاضي عبد الجبار (ص297)؛ المنية والأمل لابن المرتضى (ص185).
(5) المصدران السابقان.
(6) كشف الظنون (2/ 243)؛ هدية العارفين (444/1).
(7) الجواهر المضية للقرشي (2/ 296) أو (1/ 271)؛ تاج التراجم لابن قطلو بغا (ص 177) .
(8) فضل الاعتزال للقاضي عبد الجبار (ص 297). فتواه في جرجان تعرف باسم فتاوى أبي القاسم البلخي، انظر: كشف الظنون (4/ 352).
(9) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (25/11).
(10) لسان الميزان لابن حجر (1/ 553).
(11) المنية والأمل، لابن المرتضى (ص185).
(12) معجم الأدباء للحموي (4/ 1491).
صفحہ 18
============================================================
مقدمة التحقيق فقدعرف في مجالس بعض العلماء المشهورين، مثل: أبي أحمد يحيى بن علي المنجم (300ه- 913م)(1)، وأبي عبد الله بن عمران المرزباني(2)، وأبي عثمان العسال أحد العلماء المشهورين بأصفهان (3).
وكذلك التقى البلخي في بغداد بالجنيد البغدادي (ت298ه) المتصوف المشهور(4).
وتذكر روايات كثيرة وغريبة عن مناظراته (5)، وشهرته في المناظرات امتدت من العراق إلى خراسان(2).
ثم إن تصانيفه في أدب الجدل (1) وأسلوبه الجدلي في اكثر كتبه مرهون ومرتبط بهذه المجالس، مثل كتابه "المسائل والمجالس"، وكتابه "المجالس الصغيرة والكبيرة"، فقد كان محتواها ما جرى في هذه المجالس، كل هذا يدل أنه كان جيدا في علم الجدل.
(1) الفهرست لابن النديم (ص219،160)؛ تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (14/ 230).
(2) المصدر السابق (11/ 25).
(3) فضل الاعتزال، للقاضي عبد الجبار (ص322)؛ المنية والأمل، لابن المرتضى (ص197).
(4) وقال الكعبي المعتزلي لبعض الصوفية. رأيت لكم شيخا يقال له الجنيد ما رأيت مثله، كان الكتبة يحضرونه لألفاظه، والفلاسفة لدقة كلامه والشعراء لفصاحته، والمتكلمون لمعانيه، وكلامه ناء عن فهمهم. تاريخ الإسلام، للذهبي (924/6)، غربال الزمان في وفيات الأعيان، لعماد العامري (ص266).
(5) فضل الاعتزال، للقاضي عبد الجبار(ص290، 297)؛ المنية والأمل لابن المرتضى (ص186-185).
(1) معجم الأدباء، للحموي (4/ 1491).
(7) مثل كتاب الجدل وآداب أهله وتصحيح علله. الفهرست لابن التديم (ص 219).
صفحہ 19
============================================================
مقالات البى ثم بعد تعلمه في بغداد رجع إلى بلده وبقي حتى وفاته(1)، لكن علاقته بالوسط العلمي في بغداد لم تنقطع، بل استمرت بالمراسلات حتى بعد رجوعه أيضا(2).
وبعد رجوعه إلى بلده بلخ اشتغل بالأنشطة العلمية والتعليمية والدعوية، ويقال: كثير من الناس دخل الإسلام بدعوته ومناظراته (3).
وفي مدينة نسف عقد مجالس للحديث(4)، وأحيانا كان ينتقل من بلده بلخ الى أصفهان ليلتحق بمجالس أبي عثمان العسال(5).
قال الإمام الماتريدي: البلخي يعرف عند المعتزلة بامام أهل الأرض في ذلك الزمان(6).
والماتريدي يذكر البلخي في كتبه كثيرا، وقدرد على البلخي بعض الردود، كرد أوائل الأدلة للكعبي(1)، ورد "تهذيب الجدل" للكعبي، ورد "وعيد الفساق" (1) تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي (25/11).
(2) فضل الاعتزال، للقاضي عبد الجبار (ص 297)؛ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (25/11).
(3) المنية والأمل، لابن المرتضى (ص197).
(4) الأنساب، للسمعاني (80/5).
(5) المنية والأمل، لابن المرتضى (ص197).
(2) كتاب التوحيد، للماتريدي (ص78).
(7) بالإضافة إلى أن القس عيسى بن إسحاق بن زرعة كتب أيضا في سنة سبع وثمانين وثلاث مائة ينقض ردود البلخي على النصارى في هذا الكتاب. ونشر هذا الرد - والذي جاء في 16 صفحة - القس بولس سباط في كتابه المسمى: لامباحث فلسفية دينية لبعض القدماء من علماء النصرانية"، القاهرة، (1929م)؛ مما يبدو أن كتاب البلخي ليس في الرد على فرق المسلمين فقط ولكن يدخل فيه غير المسلمين أيضا.
صفحہ 20