ثانيا : أهل بيت لقيادة الأمة :
بما تقدم ثبت أن لأهل البيت في نظر الإمام زيد (ع) منزلة عالية رفيعة أكثر من ذكرها والاحتجاج لها ، وتجلى لنا أنهم عنده صمام أمان لهذه الأمة ، وأن بغيابهم ستظهر فجوة كبيرة في الواقع الإسلامي - بل قد وقعت وظهرت - فلا بد من وجودهم ، وحضورهم .
لكن أي وجود هذا ! ترى أي ماهية لوجود وحضور أهل البيت (ع) يريد الإمام زيد (ع) ؟!
طبعا لا يمكننا معرفة إجابة هذا السؤال إلا بتتبع كلامه والتمعن في أطروحاته (ع) .
لكن دعونا نستبق ما ستحمله لنا الأسطر القريبة لنجزم بالقول بأنه إنما أراد بحضورهم تسلم زمام قيادة الأمة الإسلامية ؛ القيادة الدينية ( المرجعية ) ، والقيادة في الحكم ( الإمامة ) ، فإلى كلامه عليه السلام ؛
يقول جوابا لرجل من أهل الشام :
(( وذكرت أن قوما ذكروا أن الله سبحانه وتعالى جعل رعاية عباده إلى الملوك، وجعل ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كسائر رعية الملوك، وأنه ليس لأحد من ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إزالة ما جعله الله سبحانه وتعالى للملوك، لأن الله تعالى قد قال: ?قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير?[آل عمران:26] فقد كذب القائلون هذا على الله عز وجل، وأحالوا جميع الحق وأزالوه عن معدنه.
فنحن الذين ملكنا الله تعالى الملك وآتاناه، واسترعانا رعاية عباده، وذلك حين يقول سبحانه: ?أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما?[النساء:54]، ونحن الذين أعز الله تعالى، وعدونا من أذل الله تعالى، وإن كان عدونا غالبا بسلطان الجور، فالله برئ منه وممن زعم أن أمره من الله تعالى.
)) ومن كلام له في الإمامة :
صفحہ 10