122

Maqalat fi Kalimat

مقالات في كلمات

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

پبلشر کا مقام

جدة - المملكة العربية السعودية

اصناف

بلحنها (إن كان فيه متعة) ونغضي عن ألفاظها! وأنا أسأل هؤلاء: هل يستطيعون أن يفرقوا بين الكلام واللحن؟ هل يقدرون أن يفصلوا بين اللفظ والمعنى؟ من يقول: «سماء» ولا يتصور مدلول السماء؟ أو يسمع اسم الكأس ولا يتصور الكأس؟ وأسألهم: ما أثرها في نفوس الصغار؟ ما أثرها؟ إذا كانوا لا يعرفون فليرجعوا إلى علماء التربية وإلى النفسيين ليعلموا أنها ستكون في نفوسهم كصندوق الديناميت إذا وضعته بين أحجار البناء، تنسف هي وأمثالها من الأفلام والمجلات كل مبادئ الخير والرجولة والعفاف.
إن كل كلمة تُلقى في الأذن تكون في النفس كبذرة تلقى في الأرض، إذا هي لم تنبت اليوم تنبت غدًا أو تنحل في الأرض فتبدل «تركيب» تراب الأرض. لا تظنوا أن شيئًا يمضي من غير أثر، ولكن من الآثار ما نحس به، ومنها ما يستقر في العقل الباطن.
إن هذه الأغاني ليست أنغامًا فقط ولكنها كلمات، كلمات إيحاء، فكيف يتعاون خطيب الجامع، وكاتب المجلة، ومعلم المدرسة، وكل عاقل في الدنيا على نشر هذه الحقيقة؛ وهي أن السكر شرّ، وأن للشارب الويل، فتأتي الإذاعة -وهي أقوى منهم جميعًا وأعلى صوتًا- فتقول: بل الويل لمن ليس له كاس؛ أي أن الويل للأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين، والكثرة الكاثرة من أهل الأرض؟!
أما إذا لم تمنعوا تلك الأفلام التي صارت سبّة لمصر (أعز الله مصر) وعارًا عليها، ولم تقطعوا ألسنة هؤلاء المخنثين، فامنعوا -على الأقل- هذا الهذَر وأمثاله؛ لأنه كفر بالدين وبالأخلاق وبالرجولة وبمجد مصر، والسلام.
***

1 / 125