إما صحيح أو ضعيف أو حسن ... بل متواتر وآحاد زكن ...أنواع علم الحديث كثيرة حتى عدها الحافظ أبو بكر الحازمي مائة نوع. والذي عند ابن الصلاح خمسة وستون نوعا. ووعد الحافظ ابن حجر (ت 852ه) بإتمامها مائة وزيادة وذلك في كتابه النكت لكن عجلت به المنية قبل إتمام هذا الغرض فتوقف عند الثاني والعشرين وهو المقلوب. ولو أتمها لما كان في هذا الفن كتاب مثله إن شاء الله. وأوصلها جلال الدين السيوطي (ت 911ه) إلى ثلاثة وتسعين نوعا في كتابه "تدريب الراوي بشرح تقريب النواوي". وكثير من هذه الأنواع متداخل. فيمكن إدماج بعضها في بعض كما فعل ابن فودي وقد نبه عليه الحافظ ابن كثير.58 وقوله : زكن : معناه علم .
المتواتر
والمتواتر الذي رواه... من يحصل العلم بما أتاه
30 ضرورة إذ هو جمع استند ... للحس كذبهم لدى العرف يرد
لدى الطباق الكل إن كانت ولا عد لهم معينا فيما اعتلا
قوله : (لدى الطباق الكل) يعنى من أول الإسناد ووسطه وآخره.
وقوله: (ولا عد لهم معينا) يعني أنه لا يعتبر في المتواتر عدد معين على الأصح. وفيه خلاف كثير بين العلماء لكن الحق فيما ذكره الناظم من أن العبرة في المتواتر بحصول العلم الضروري اليقيني لا بعدد معين . فإن العلم اليقيني يحصل في واقعة بعدد لا يحصل به في واقعة أخرى بل يحصل العلم اليقيني تارة بصفات المخبرين من الثقة والعدالة والضبط والإتقان لا بعددهم، ويحصل العلم اليقيني أيضا بقرائن تحتف بالخبر. وقد يحصل لسامع ولا يحصل لسامع آخر. فأهل العلم بالحديث والفقه في الدين قد يتواتر عندهم من السنة ما لا تدرك العامة تواتره .59 فمدار التواتر إذن هو إحالة التواطؤ بحيث لا يكون ثمة شبهة في خبر المخبرين.
صفحہ 28