منظومة مصباح الراوي في علم الحديث
منظومة مصباح الراوي في علم الحديث
اصناف
إلا لعذر وارع شكل المشكل ... لا سيما الأسما وغير المشكل ...أجمع السلف على جواز كتابة الحديث بعد أن كانوا قد اختلفوا في ذلك . وكان السبب في اختلافهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد نهى عن الكتابة أول الأمر فقال فيما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري : "لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن، ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه"460. ثم أذن بعد ذلك لما أمن اختلاط الأحاديث بالقرآن461 ، فمشى جماعة من الصحابة على هذا النهي برهة من الزمن ثم علموا بالجواز الذي صدر منه صلى الله عليه وآله وسلم في وقائع مختلفة فزال اختلافهم وحصل الاتفاق. ولله الحمد.
ولا بد للمحدث من الاعتناء بضبط كتابه وتحقيقه شكلا ونقطا لا سيما الأسماء المشكلة فإن الأسماء لا يدخلها القياس. ويكره مشق الكتاب وتدقيقه إلا لعذر كضيق الوقت وقلة الورق. والمراد بالمشق: سرعة الكتابة. وقد قالوا: هي مفسدة للمبتدي وتهاون من المنتهي. والتدقيق: تصغير الخط بحيث لا يقدر على قراءته من في نظره ضعف. وربما ضعف نظر كاتبه بعد ذلك فلا ينتفع به حينئئذ. قال ابن قتيبة: قال عمر ابن الخطاب: شر الكتابة المشق وشر القراءة الهذرمة وأجود الخط أبينه. وقال أحمد بن حنبل لابن عمه حنبل بن إسحاق ورآه يكتب خطا دقيقا: لا تفعل ، أحوج ما تكون إليه يخونك.
واضبطه في حاشية مقابلة ... وينبغي462ضبط الحروف المهملة
من تحت بالذى على نظيرها أو فوقها قلامة أو مثلها
حرف صغير تحتها أو فوقها خط وريئت همزة من تحتها
...وموضع بيان الضبط للكلمة هو الحاشية المقابلة لتلك الكلمة فيبين ضبطها أو يفرقها حرفا حرفا.
صفحہ 144