============================================================
الخطب الجسيم، فالموت في هذا الوقت خير من الحياة الذميمة(1)، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ومن جملة ما أثار عزمي مع كثرة حزني هذا الخطب وهمي، أني رأيت أهل الحل والعقد عن هذه المصيبة غافلين، وعن القيام فيها متغافلين وخشيت أن يعم العذاب، وينزل المصاب على جميع الخلق لقوله تعالى: واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب(2).
وقول سيدنا رسول الله حصلى الله عليه وسلم-، لما سئل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: 1نعم إذا كثر الخبث(3)".
احببت أن أذكرهم ما نسوه من الشريعة، وأعلمهم ما جهلوه من أحكامها الرفيعة خشية عقاب الله في الكتمان، ورجاء توابه في الإعلان، فإن أخذوا بشريعة الله تعالى ، فهو المراد، وإن عتوا [13أ] عن ذلك والعياذ لبلالله -تبارك وتعالى- باءوا من الله بالبعاد، وأكون أنا وهم كما قال الله تعالى: فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا هم كونوا قردة خاسئين(4).
و لأكون من الذين قال فيهم سيد الأولين والآخرين حصلى الله علي (1) في المخطوط: الذميم، وهو تحريف.
(2) سورة الأنفال (الآية: 25) .
(3) أطراف هذا الحديث عند: مسلم في الصحيح (1207، 1208)، الترمذي في الجامع (2187)، أحمد في المسند (428/6)، الحميدي في المسند (308)، مالك في الموطأ (991)، الهيثمي في ججمع الزوائد (269/7)، ابن حجر في الفتح (106،60/13).
(4) سورة الأعراف (الآية: 166،165) .
صفحہ 5