============================================================
وليشفي به صدور المؤمنين، ويذهب به غيظ قلوب المسلمين، ويخزي به الكافرين، ويقيم به صغر المتكبرين من أعدائه المكابرين: ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون (1).
أعز أهل دينه [1 اب] وهداهم وفضلهم على جميع الأمم السالفة. واجتباهم ومنعهم من هؤلاء الكفار وهاهم، وحضهم على إذلالهم وعن مخالفة أمره وحماهم، أسمعهم على لسان نبيه حصلى الله عليه وسلم- في كتابه المكنون: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم اله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)(2).
أحمده حمدا يستغرق جميع محامده، وأشكره شكرا تصفو به المصادر من النعم والموارد.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرغم بها المرتاب والمعاند.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي نسخ بشريعته جميع الشرائعا وأفحم بما آتاه من الآيات البينات المعاند له والمنازع، بعثه حصلى الله عليه وسلم- وأهل الكفر في تياب العزة يهيمون ويرملون(3)، وقد أطغاهم (1) سورة الأنفال (الآية: 37) .
(2) سورة التوبة (الآية: 29) .
(3) يريد يتيهون فخرا وعزا وكبرا وعنجهية وعلوا واستعلاء والرمل أصله المشي السريع ومنه الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى في الطواف حول الكعبة وأيضا بين الميلين الأخضرين بين الصفا والمروة في السعي، وقد استعار الكلمة لوزن ولبيان الفخر في المشي في الأرض مرحا أو كبرا.
صفحہ 3