============================================================
الباب الثاني ما ورد في الكتاب العزير من النهي عن تقريبهم واستكتابهم وموالاتهم(1) اعلم أيدك الله: أن من لطف الله تعالى بالمسلمين، ورأفته بهم وفضله عليهم وبرهن بهم حذرهم من أعدائهم ونهاهم عن وصلهم، وأمرهم10 قاطعتهم، وحضهم على مباعدتهم، لعلمه تعالى بقب سرائ ترهم واضمارهم للمسلمين العداوة والبغضاء وفساد نياتهم، وقب طوياتهم وغيظ قلوبهم، وعيبهم للمسلمين ورداءة سرائرهم، كل ذلك دفعا لمك الأعداء، وتحذيرا من مكاتبتهم، وبين ذلك ونبه عليه رح به في غير ما فقفي ذلك تكرارا ك آية من كتابه رأفة منه بأوليائه وأحبابه، وتكرر النهي تعظيما لأمره، وتفخيما لضرره، وتفضلا على عباده.
فنبذ كتاب الله، واشتدت البلوى، وعظم البلاءا وضافت الصد و فسدت الأمور بتقريب أعداء الله تعالى، ومخالفة أمر الله تعالى بموالاة أعد واستكتابهم، ومشاورتهم(1) في أمور المسلمين، واستعلائهم على المؤمنين تحكمون فيهم بأهوائهم.
و سمعت الله عز وجل يقول: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين(3).
(1) وضع المؤلف -رحمنا الله - وإياه العناوين للأبواب من أول هذا الباب إلى نهاية الكتاب حسب ما ذكره بآخر المقدمة.
(2) في المخطوط: ومساورتهم، بالسين المهملة، وهو تحريف.
(3) سورة الذاريات (الآية: 55) .
صفحہ 26