344

کتاب المناظر

كتاب المناظر

اصناف

[19] وإذا أدرك البصر لون المبصر على خلاف ما هو عليه فهو غالط في مائية لونه، والغلط في مائية اللون هو غلط في المعرفة، وعلة هذا الغلط هوخروج شفيف الهواء المتوسط بين البصر وبين المبصر عن عرض الاعتدال. لأن ذلك المبصر إذا أدركه البصر وشفيف الهواء المتوسط بينه وبين البصر متصلا لا يقطعه شيء من الأجسام المتلونة المشفة التي فيها بعض الكثافة، أدرك البصر لونه على ما هو عليه إذا كانت جميع المعاني الباقية التي في ذلك المبصر التي بها يتم إدراك المبصر على ما هو عليه في عرض الاعتدال.

[20] فأما لم يدرك البصر الجسم المتلون من وراء الثوب المشف ممتزج اللون بلون الثوب المشف، والثوب المشف إنما هو خيوط كثيفة مضموم بعضها إلى بعض، وإنما يظهر ما يظهر من وراء الثوب المشف من أجل أن الثقوب التي فيما بين تلك الخيوط تكون نافذة ومن أجل أن تلك الخيوط دقاق، فقد كان يجب أن يظهر لون الجسم المتلون الذي يدركه البصر من وراء الثوب المشف أجزاء صغارا متفرقة بحسب تلك الثقوب ويدرك لون الخيوط فيما بين تلك الأجزاء، وإذا أدرك البصر الجسم المتلون والثوب المشف على هذه الصفة أدرك كل واحد من اللونين على ما هو عليه وأدرك اللونين متميزين وغير ممتزجين وليس يوجد الأمر كذلك،

صفحہ 406