[60] وأيضا فليستر المعتبر البصر الذي يلي نقطة.ط. ويثبت اللوح على حاله ويحدق بالبصر الواحد الذي يلي نقطة .ح. إلى الجزازة المتوسطة. وليلصق الجزازة الأخرى إلى جانب الجزازة المتوسطة كما فعل في الأول. فإنه يجد الكلمة التي في الجزازة المتوسطة بينة ومحققة، ويجد الكلمة التي في الجزازة الأخرى أيضا بينة ليس بينها وبين الجزازة المتوسطة في البيان تفاوت محسوس. ثم يحرك الجزازة الثانية على مثل ما تقدم ويعتمد التحديق إلى الجزازة المتوسطة وينعم التأمل. فإنه يجد الكلمة التي في الجزازة الثانية عند الحركة ينقص بيانها. فإذا وصلت إلى نقطة.ح. كان بين بيانها في هذه الحال وبين بيانها عند كونها ملتصقة بالوسطى تفاوت محسوس. ثم يحرك هذه الجزازة ويخرجها عن اللوح كمثل الفعل الأول وينعم التأمل مع التحديق إلى الجزازة الوسطى. فإنه يجد الجزازة المتحركة كلما بعدت عن الوسط ازدادت خفاء.
[61] فيظهر من هذا الاعتبار أن أبين المبصرات المواجهة للبصر التي تدرك بالبصرين معا هو الذي يكون عند ملتقى السهمين، وأن ما قرب من ملتقى السهمين يكون أبين مما بعد، فإن المبصر البعيد عن ملتقى السهمين تكون صورته مشتبهة غير محققة، وإن أدرك بالبصرين جميعا. ويظهر أيضا من هذا الاعتبار أن أبين المبصرات المواجهة التي تدرك ببصر واحد هو الذي يرى بسهم الشعاع، وأن ما قرب منه يكون أبين مما بعد، فإن المبصر البعيد عن سهم الشعاع تكون صورته مشتبهة غير محققة. ويظهر من هذا الاعتبار أيضا أن البصر ليس يدرك المبصر الفسيح الأقطار إدراكا محققا إلا إذا حرك سهم الشعاع على جميع أقطاره وعلى جميع أجزائه كان الإبصار ببصرين أو كان الإبصار ببصر واحد، وأن البصر إذا كان ثابتا في مقابلة المبصر الفسيح الأقطار فليس يدرك جميعه إدراكا محققا، وإنما يدرك منه ما كان على السهم وقريبا منه إدراكا محققا ويدرك بقية أجزائه وما بعد عن السهم إدراكا غير محقق وإن كان المبصر مواجها، كان الإبصار ببصرين أو كان ببصر واحد.
صفحہ 366