[56] ثم في هذه الحال ينبغي للمعتبر أن يأخذ الجزازة الثالثة باليد التي تلي نقطة.ح. ويقيمها في سمت الجزازتين اللتين على اللوح وعلى استقامة امتداد الخط المعترض الذي في سطح اللوح في الحس، ولتكن بعيدة عن اللوح. والسمت الذي على هذه الصفة نسميه سمت المواجهة. وليتحر المعتبر أن يكون وضع الجزازة الثالثة ووضع الكلمة التي فيها في حال نصب الجزازة شبيها بوضع الجزازتين اللتين على اللوح. وليثبت البصرين على الجزازة المتوسطة ويحدق إليها. فإنه يدرك اجزازة الثالثة في هذه الحال إذا لم تكن بعيدة جدا عن اللوح. إلا أنه يدرك صورة الكلمة التي فيها مشتبهة غير مفهومة، ولا يجدها بينة كما يجد صورة الكلمة النظيرة لها التي في وسط اللوح، ولا كما يجد صورة الكلمة التي عند نقطة.ح. ما دام البصران محدقين إلى الجزازة التي في وسط اللوح.
[57] ثم فليرفع المعتبر الشخص الذي عند نقطة.ح. والجزازة التي عليه، ويقدم الجزازة التي في يده إلىأن يلصقها إلى جانب الجزازة الملتصقة بالشخص المتوسط، ويتحرى أن تكون الجزازة قائمة على الخط المعترض، ويحدق كما كان إلى الجزازة المتوسطة. فإنه يدرك الكلمتين جميعا اللتين في الجزازتين إدراكا بينا محققا ولا يكون بين صورتي الكلمتين في البيان والتحقق تفاوت محسوس.
[58] ثم يحرك المعتبر الجزازة التي بيده تحريكا رفيقا على الخط المعترض في اللوح ويتحرى أن تكون نصبتها على ما كانت عليه، ويعتمد التحديق إلى الجزازة المتوسطة وينعم تأمل الجزازتين في هذه الحال. فإنه يجد الجزازة المتحركة كلما بعدت عن الوسط تناقص بيان الكلمة التي فيها. فإذا صارت عند نقطة.ح. فإنه يجد صورة الكلمة التي فيها مفهومة، إلا أنها ليست في البيان كما كانت عند التصاقها بالجزازة المتوسطة.
[59] ثم يحرك المعتبر الجزازة أيضا ويخرجها عن اللوح ويبعدها عنه قليلا قليلا على سمت الخط المعترض وينعم التأمل مع التحديق إلى الجزازة الوسطى. فإنه يجد الجزازة المتحركة كلما بعدت عن الوسط تناقص بيان الكلمة التي فيها حتى تصير بحيث لا يفهم صورتها ولا يتحققها. ثم إذا حركها بعد ذلك وجدها كلما بعدت ازدادت صورة الكلمة التي فيها اشتباها وخفاء.
صفحہ 365