مناسک حج
مناسك الحج لإسماعيل الجيطالي
اصناف
،كان المسلمون أبو بكر وعمر وغيرهما، - رحمهما الله - يشيعون الغزاة في سبيل الله، حتى ينتهوا إليها، فسميت ثنية[س/38] الوداع، فإذا خرج من تلك الآكام(1) كلها إلى موضع الإحرام، فمن تلك الأشجار المتصلة إلى المدينة هو ما بين لابتي(2) المدينة اللتين ورد الحديث بتحريم ما بينهما، وذلك قول النبي - عليه السلام - : " إن إبراهيم حرم مكة، وأنا حرمت المدينة، وهو ما بين لابتيها"(3)،إلى آخر الحديث، فمن اجتاز من هناك، فليمسك عن قطع أغصان تلك الأشجار، والتقاط ما تحتها من الثمار، وتنفير صيدها، هذا ما وجدت في آثار الأوائل، والله أعلم وأحكم.
المقدمة الثالثة
في مواقيت الإحرام بحج أوعمرة، أو بهما جميعا
فصل
اعلم - أيدك الله - إلى أن المواقيت ضربان: زمانية، ومكانية.
__________
(1) الآكام:. الأكمة معروفة، والجمع أكمات وأكم، والأكمة: تل من القف، وهو حجر واحد، الأكمة: القف من حجارة واحدة، وقيل: هو دون الجبال. ينظر: ابن منظور (لسان العرب)، 1/ 173 - 174، مادة "أكم".
(2) لابتيها: هي الأرض التي قد ألبستها حجارة سود، وجمعها لابات، وهي بين الثلاث والعشر، فإذا كثرت فهي اللأب واللوب (المصدر السابق) 12/ 350.
(3) رواه الربيع في كتاب الحج، (2) باب في المواقيت والحرم، 2/ 161، ح.رقم 397، من طريق أنس، ورواه البخاري في (29) باب فضائل المدينة، (1) باب حرم المدينة، ص 339، ح.رقم 1869، من طريق أبي هريرة، ورواه مسلم في (15) كتاب الحج، (85) باب فضل المدينة ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبركة، وبيان تحريمها، وتحريم صيدها، وبيان حدود حرمها، ص 573، رقم.ح 3315، 3317، ورواه والترمذي في (46) كتاب المناقب، في (67) باب ما جاء في فضل المدينة، ص 882، رقم.ح 3922 من طريق أنس، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
صفحہ 80