طيفور السجاوندي (١)، وعن أبي جعفر يزيد بن القعقاع (٢) أحد أعيان التابعين وغيرهم من الأئمة الأعلام، والجهابذة العظام، بأن أحدهم آخذا بزمام التحقيق والتدقيق، وتضرب إليه أكباد الإبل من كل مكان سحيق.
[الطويل]:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وما حكاه ابن برهان عن أبي يوسف صاحب أبي حنيفة من أن تسمية الوقوف بالتام والحسن والقبيح بدعة ومعتمد الوقف على ذلك مبتدع. قال لأن القرآن معجز وهو كالقطعة الواحدة فكله قرآن وبعضه قرآن، فليس على ما
ــ
وكاف جائز، وصالح مفهوم، وقبيح متروك، وهذا اختاره أبو عمرو. ومنهم من جعلها ثلاثة: مختار وهو التامّ. وجائز وهو الكافي الذي ليس بتامّ، وقبيح وهو ما ليس بتامّ ولا كاف، ومنهم من جعلها قسمين: تام، وقبيح، فالتامّ هو الموضع الذي يستغني عما بعده كقوله في البقرة وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقوله في الفاتحة: وَإِيَّاكَ
_________
بدانية يوم الاثنين منتصف شوال سنة ٤٤٤، ودفن بعد العصر وشيعه خلق عظيم، وانظر ترجمته في «جذوة المقتبس» (٣٠٥)، «بغية الملتمس» (٣٩٩)، «إرشاد الأريب» (١٢/ ١٢١)، «إنباه الرواة» (٢/ ٣٤١)، «تذكرة الحفاظ» (٣/ ١١٢٠)، «العبر» (٣/ ٢٠٧)، «مرآة الجنان» (٣/ ٦٢)، «الديباج المذهب» (٢/ ٨٤)، «غاية النهاية» (١/ ٥٠٣)، «معرفة القراء الكبار» (١/ ٣٤٥)، «طبقات المفسرين» (١٥٩)، وللداودي (١/ ٣٧٣)، «الشذرات» (٣/ ٢٧٢).
(١) هو الإمام العلامة أبو جعفر محمد بن طيفور السجاوندي، للكتاب في الوقف والابتداء وقد طبع مؤخرا.
(٢) هو يزيد بن القعقاع، الإمام أبو جعفر المخزومي المدني القارئ، أحد القراء العشرة، تابعي مشهور ثقة صالح كبير القدر، وهو شيخ الإمام نافع، عرض القراءة على مولاه عبد الله بن عياش وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وروى عنهم، توفي سنة ١٠٣، وانظر تاريخ ابن معين (٣/ ١٩٢)، «معرفة القراء» (١/ ٧٢ - ٧٦)، «غاية النهاية» (٢/ ٣٨٢).
1 / 17