فقال الناس: يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أمرنا بمودتهم؟
فقال صلى الله عليه وآله: «علي وفاطمة وولدهما» (1).
وهذا التوقيف والبيان من رسول الله صلى الله عليه وآله الذي لا يجب لأحد أن يتأول عليه ولا يعدوه إلى غيره.
وهذه رواية ابن عباس وشهادته على نفسه بالخروج من هذه الفضيلة، وإن كانت له من رسول الله صلى الله عليه وآله قرابة قريبة.
وفي هذا دليل على الإمامة، فجعل الله عز وجل قرابة النبوة فضيلة لا تدفع وحقا لا ينكر، لمن حافظ على ما قدمناه وعرف للأئمة ما قدمنا ذكره ووصفناه.
وجعل الله عز وجل شرف الأبوة للأبناء الحافظين لشرف آبائهم السالكين سبيلهم وحفظهم لهم من بعدهم، فقال عز وجل: وكان أبوهما صالحا (2) فحفظ الغلامين لأبيهما وحائطهما بعد موته.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «إن الله ليحفظ العبد المؤمن في ولده- يعني الصالح- سبعين خريفا من بعده» (3) وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله على ما أعطاه الله عز وجل من الفضل العظيم، ومنحه من الفخر الجسيم يقول: «أنا دعوة أبي إبراهيم» (4) يفخر به صلى الله عليه وآله ويعترف ببركة دعوته ويذكر مع ذلك كرم آبائه وطهارت أمهاته فيقول: «نقلت من كرام الأصلاب إلى مطهرات الأرحام، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح،
صفحہ 19