والحافر وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره وحل بنا من هذه الريح ما ترون فارتحلوا، فإني مرتحل، فارتحلوا.
قال حذيفة: فرجعت إلى رسول الله وهو قائم يصلي، فما تمالكت أن جلست إلى جنبه، فرمى علي فضل مرط كان عليه لبعض نسائه يسترني به، ثم ركع وسجد وتشهد وسلم فأخبرته بالخبر فحمد الله، فلما أصبح انصرف إلى المدينة ووضع سلاحه، فأتاه جبرئيل فقال: (يا محمد أوضعت سلاحك؟)
قال: «نعم».
قال: (فإن الملائكة ما وضعت بعد أسلحتها، فإن الله يأمرك أن تلحق ببني قريظة).
فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وخرج إلى بني قريظة فحاصرهم فنزلوا على حكم سعيد بن معاذ، فحكم أن يقتل مقاتلهم ويسبي ذراريهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة».
وفعل بهم ذلك، فأنزل الله في ذلك ما ذكره في سورة الأحزاب، وبكت نساء بني عبد شمس عمرو بن عبد ود، ورثاه شعراء قريش بمراثي كثيرة.
ولما انصرف أبو سفيان والأحزاب عن الخندق قال رسول الله صلى الله عليه وآله للمسلمين: «أما إنه لن تغزوكم قريش بعد عامهم هذا ولكنا نغزوهم» (1).
وكان عمرو بن العاص في كل هذه المشاهد مع أبي سفيان، حضر معه أحد والخندق وكان معه في العير، فلما رأى إقبال المسلمين وإدبار الكافرين، خرج إلى النجاشي إلى أرض الحبشة فأقام بها حتى أسلم النجاشي ودعاه إلى الإسلام، فخافه
صفحہ 168