المناقب والمثالب

القاضی النعمان d. 363 AH
161

المناقب والمثالب

المناقب والمثالب

اصناف

وكان نعيم بن مسعود الأسود الأسلمي قد حالف رسول الله صلى الله عليه وآله وجاء في جملة الأحزاب، فتسلل متسللا فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت ولم يعلم قومي بإسلامي فجئت معهم، فما ترى أن أفعل؟

قال: «إنما أنت رجل واحد فاخذل عنا إن استطعت فإن الحرب خدعة».

فمضى ابن مسعود الأسلمي إلى بني قريظة وكانت بينه وبينهم وصلة ، وكانوا في حصونهم فأراهم أنه أتاهم زائرا، فأكرموه وأنزلوه فلما خلا بهم قال: يا بني قريظة أتشكون في نصيحتي لكم؟ قالوا: لا والله.

قال: ما جئتكم إلا ناصحا، إنكم وقعتم في أمر عظيم، نقضتم حلف محمد ولم تتوثقوا لأنفسكم من هؤلاء القوم، فإن انصرفوا وتركوكم أليس يقتلكم محمد وأصحابه؟

قالوا: صدقت والله، فما الحيلة؟

قال: الحيلة أن تسألوا القوم في رجال من وجوههم- وسمى لهم رجالا من قبائل قريش وغطفان وغيرهم ممن حضر- يكونون عندكم في حصونكم، فلا تكاد عشائرهم أن تسلمهم.

فجزوه خيرا، فاستكتمهم الخبر ومضى إلى أبي سفيان فقال: إن عندي لخبرا عظيما.

قال: وما هو؟

قال: سرت إلى بني قريظة وبيني وبينهم وصلة قديمة، فأسر إلي بعضهم أنهم ندموا على نقض حلف محمد، وسألوه عقده فأبي عليهم إلا أن يلقوا في يديه رجالا منكم وسماهم.

قال: وكيف لهم بذلك؟

قال: يسألونكم أن تعطوهم إياهم رهائن لئلا تدعوهم.

فسكت أبو سفيان ثم أراد أن يختبر ذلك، فأرسل إلى بني قريظة أن أخرجوا فإنا

صفحہ 166