مات عبيدة وانصرف رسول الله إلى المدينة، ففدى الأسارى من أنفسهم وأسلم أكثرهم.
[معركة أحد]
فلما جاء مكة فل (1) قريش نذر أبو سفيان أن لا يمس رأسه ماء حتى يغزو محمدا، فخرج في مائتي راكب يريد أن يفيء بنذره لما لم يجد من يخفف معه، فانتهى العريض فأصاب رجلا من الأنصار وحليفا له فقتلهما وكر راجعا، وانتهى الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فخرج يطلبه ففاته ولم يلحق به فرجع إلى المدينة، ثم إن أبا سفيان لما صار إلى مكة أقام مدة يحرض أهل مكة ويتآلف إليه بني عبد شمس ومن أطاعه من سائر قريش، ويذكر كل من أصيب بوليه يوم بدر ويعنفهم في ترك دمائهم، وندب كل من كانت له تجارة في العير التي كان فيها إلى المعونة وقال: إنما نفر من قتل ببدر لاستنقاذ أموالكم هذه، فأعينوا بها على طلب ثاركم، فإني مخرج في ذلك ما كان لي ففعلوا.
قيل: فيه وفيهم أنزل الله عز وجل: إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون (2).
وأرسلوا في كنانة يستعينون بهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وآله فاجتمعوا إليه وحشدوا واتفقوا وتجهزوا، وأقبلوا بجماعتهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في جمع عظيم جاءوا فيه بالنساء والعبيد، واتصل به الخبر، فجمع المهاجرين والأنصار وشاورهم فاختلف القول، فرأى صلى الله عليه وآله أن يقيم بالمدينة ولا يبرحها حتى يأتوه، فأبى ذلك جماعة ورآه جماعة، وكان أكثر رأي الخروج، فدخل صلى الله عليه وآله فلبس درعه وأخذ سلاحه
صفحہ 155