فقوموا فصلوا ربكم وتمسحوا
بأركان هذا البيت بين الأخاشب
فعندكم منه بلاء مصدق
غداة أبي يكسوم هادي الكتائب
كتيبته بالسهل تمشي ورجله
على القاذفات من رءوس المراقب
فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم
جنود المليك بين ساف وحاصب
فولوا سراعا هاربين ولم يأب
إلى أهله مل جيش غير عصائب
فإن تهلكوا نهلك وتهلك مواسم
يعاش بها قول امرئ غير كاذب (1)
فلما يئست بنو عبد شمس ومن والاها من نصرة العرب، لم تطق لرسول الله صلى الله عليه وآله إلا الأذى بألسنتها، وهو في ذلك يدعوهم إلى الله عز وجل ويتلوا عليهم ما أنزله عليه من كتابه، وهم على ذلك مصرون على الكفر والتكذيب له على ما يأتيهم به من الآيات، ويرون معه من البراهين والدلالات.
واتصل خبر رسول الله صلى الله عليه وآله بمن في بلاد العرب من يهود ونصارى فأتاه جماعة من أحبارهم ورهبانهم فحاجوه، فكل يحتج عليه ويرى فيه دلائل النبوة التي عندهم على ما يجدونه في كتبهم، وترى منهم قريش الاستكانة إليه وما يدل على المعرفة به، ويرجعون إلى مواضعهم فيذكرون ذلك عنه، والحسد والعداوة له يمنعان أكثرهم من الإقرار بنبوته صلى الله عليه وآله، وفشا الإسلام واشتهر خبر رسول الله صلى الله عليه وآله في الآفاق، ومالت
صفحہ 106