إلا البيهقي؛ فإن له على الشافعي منة لتصانيفه في نصرة مذهبه وأقاويله».
ولو لم يكن فينشر كتاب «مناقب الشافعي» إلا هذه الفائدة الخاصة بكتاب الأم - لكان ذلك مغنما عظيما يضع الصواب في نصابه، ويرد الحق لصحابه، فكيف وقد اشتمل على فوائد لا تحصى تتعلق بحياة الشافعي الخاصة والعامة، وحياة أهله وصحبه وتلاميذه، وتضمن فوق ذلك دقائق علم الشافعي في التفسير والحديث والفقه، واللغة والأدب، وغير ذلك.
* * *
ولقد كان «مناقب الشافعي» للبيهقي المصدر الأول لكل من أتى بعده، وترجم للشافعي بترجمة مفردة أو غير مفردة.
وممن اعتمد عليه، وأكثر من النقل عنه: ياقوت الرومي في معجم الأدباء، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن كثير في كتابيه: طبقات الشافعيين، والبداية والنهاية، والنووي في تهذيب الأسماء واللغات، وفخر الدين الرازي في مناقب الشافعي، والسبكي في طبقات الشافعي. وغيرهم كثير.
وقد لخص ابن حجر أكثر فصوله في كتابه «توالي التأسيس، بمعالي ابن إدريس» وقال في مقدمة هذا الكتاب: «إن البيهقي صنع لكتاب المناقب ذيلا».
ولم أر من ذكر ذيل المناقب هذا بأي لون من ألوان الذكر. ولا يتخالجني ريب في أن ابن حجر يقصد بهذا الذيل كتاب «نوادر الحكايات عن الشافعي» الذي ذكره البيهقي في المناقب حيث يقول ١/ ١٤٢ «. . . وقد أخرجته في «نوادر الحكايات» في آخر الكتاب».
المقدمة / 42