الصدور - وكفى بالله ثناؤه شهيدًا - ثم من سمعه: أنه شهد أن لا إله إلا الله. . إلى آخر الوصية.
وأكبر ظني أن أصل الكلام: قال الربيع بن سليمان: قال الشافعي: هذا كتاب كتبه الخ لأن أول وصية للشافعي كلمة «هذا» ويؤيد ذلك ما رواه البيهقي في المناقب عن الربيع أنه قال: قرئ على محمد بن إدريس الشافعي، ﵀، وأنا حاضر: هذا كتاب. . الخ.
وهذا النص يدل على أن كتاب وصية الشافعي هو الذي قرئ عليه بحضور الربيع. ومعلوم أن كتاب «الوصايا» الذي سجل الشافعي فيه وصيته لم يسمعه الربيع ولا غيره من الشافعي، في حين أنه كان مكتوبا كله بخط الشافعي. وآية ذلك قول الربيع، كما جاء في الأم ٤/ ١٨ «كتبنا هذا الكتاب من نسخة الشافعي - من خطه بيده، ولم نسمعه منه» وقول المزني في مختصره بهامش الأم ٣/ ١٥٩ «كتاب الوصايا مما وضعه الشافعي بخطه، لا أعلمه سمع منه».
وكتاب الوصايا قد ألفه الشافعي في العام الذي توفى فيه، لأنه كتب وصيته في شعبان سنة ٢٠٣ ومات في شعبان ٢٠٤. وما الذي يمنع عقلا من أن يكتب الشافعي وصيته في كتابه، حتى يقول الدكتور زكي مبارك: إنها أثبتت فيه بعد وفاة الشافعي، ليثبت بذلك أنه ليس من تأليف الشافعي؟!
ولقد كتب الشافعي كتاب صدقته كذلك في العام التي توفى فيه. جاء في الأم ٦/ ١٧٩ تحت عنوان: «صدقة الشافعي»: هذا كتاب كتبه محمد بن إدريس الشافعي في صحة منه وجواز من أمره، وذلك في صفر سنة ثلاث ومائتين. . .»
المقدمة / 34