مناقب آل ابی طالب
مناقب آل أبي طالب
ونساء بني سعد قد سبقن إلى مراضعهن فسألت مرضعا فدلوني على عبد المطلب وذكر أن له مولودا يحتاج إلى مرضع له فأتيت إليه فقال يا هذه عندي بني لي يتيم اسمه محمد فحملته ففتح عينيه لينظر إلي بهما فسطع منهما نور فشرب من ثديي الأيمن ساعة ولم يرغب في الأيسر أصلا واستعمل في رضاعه عدلا فناصف فيه شريكه واختار اليمين وكان ابني لا يشرب حتى يشرب رسول الله فحملته على الأتان وكانت قد ضعفت عند قدومى مكة فجعلت تبادر سائر الحمر إسراعا وقوة ونشاطا واستقبلت الكعبة وسجدت لها ثلاث مرات وقالت برأت من مرضي وسلمت من غثي وعلى سيد المرسلين وخاتم النبيين وخير الأولين والآخرين فكان الناس يتعجبون منها ومن سمني وبرائي ودر لبني فلما انتهينا إلى غار خرج رجل يتلألأ نوره إلى عنان السماء وسلم عليه وقال إن الله تعالى وكلني برعايته وقابلنا ظباء وقلن يا حليمة لا تعرفين من تربين هو أطيب الطيبين وأطهر الطاهرين وما علونا قلعه ولا هبطنا واديا إلا سلموا عليه فعرفنا البركة والزيادة في معاشنا ورياشنا حتى أثرينا وكثرت مواشينا وأموالنا ولم يحدث في ثيابه ولم تبدر عورته ولم يحتج في يوم إلا مرة وكان مسرورا مختونا وكنت أرى شابا على فراشه يعدله ثيابه فربيته خمس سنين ويومين فقال لي يوما أين يذهب إخواني كل يوم قلت يرعون غنما فقال إنني اليوم أرافقهم فلما ذهب معهم أخذه ملائكة وعلوه على قلة جبل وقاموا بغسله وتنظيفه فأتاني ابني وقال أدركي محمدا فإنه قد سلب فأتيته فإذا هو بنور يسطع في السماء فقبلته وقلت ما أصابك قال لا تحزني إن الله معنا وقص عليها قصته فانتشر منه فوح مسك أذفر وقال الناس غلبت عليه الشياطين وهو يقول ما أصابني شيء وما علي من بأس فرآه كاهن وصاح وقال هذا الذي يقهر الملوك ويفرق العرب.
وروي عن حليمة أنه جلس محمد وهو ابن ثلاثة أشهر ولعب مع الصبيان وهو ابن تسعة وطلب مني أن يسير مع الغنم يرعى وهو ابن عشرة وناضل الغلمان بالنبل و
صفحہ 33