مناقب آل ابی طالب
مناقب آل أبي طالب
لا حاجة منك في كلام له ثم أمر بضرب القداح وقال اللهم إليك أسلمتهم ولك أعطيتهم فخذ من أحببت منهم فإني راض بما حكمت وهب لي أصغرهم سنا فإنه أضعفهم ركنا ثم أنشأ يقول
يا رب لا تخرج عليه قدحي
واجعل له واقية من ذبحي
فخرج السهم على عبد الله فأخذ الشفرة وأتى عبد الله حتى أضجعه في الكعبة وقال
هذا بني قد أريد نحره
والله لا يقدر شيء قدره
فإن تؤخره تقبل عذره
وهم بذبحه فأمسك أبو طالب يده وقال
كلا ورب البيت ذي الأنصاب
ما ذبح عبد الله بالتلعاب
ثم قال اللهم اجعلني فديته وهب لي ذبحته ثم قال
خذها إليك هدية يا خالقي
روحي وأنت مليك هذا الخافق
وعاونه أخواله من بني مخزوم وقال بعضهم
يا عجبا من فعل عبد المطلب
وذبحه ابنا كتمثال الذهب
فأشاروا عليه بكاهنة بني سعد فخرج في ثمانمائة رجل وهو يقول
تغادرني أمر فضقت به ذرعا
ولم أستطع مما تجللني دفعا
نذرت ونذر المرء دين ملازم
وما للفتى مما قضى ربه منعا
وعاهدته عشرا إذا ما تكلموا
أقرر منهم واحدا ما له رجعا
فأكملهم عشرا فلما هممت أن
أفي بذاك النذر ثار له جمعا
يصدونني عن أمر ربي وإنني
سأرضيه مشكورا ليلبسني نفعا
فلما دخلوا عليها قال
يا رب إني فاعل لما تود
إن شئت ألهمت الصواب والرشد
فقالت كم دية الرجل عندكم قالوا عشرة من الإبل قالت واضربوا على الغلام وعلى الإبل القداح فإن خرج القداح على الإبل فانحروها وإن خرج عليه فزيدوا في الإبل عشرة عشرة حتى يرضى ربكم وكانوا يضربون القداح على عبد الله وعلى عشرة فيخرج السهم على عبد الله إلى أن جعلها مائة وضرب فخرج القدح على الإبل فكبر عبد المطلب وكبرت قريش ووقع
صفحہ 21