** المطلب الثاني في النفس الأرضية
وهو كمال اول لجسم طبيعي آلي ، وإن أردنا تخصيص التعريف بالنفس الحيوانية أضفنا إليه ذي الحياة بالقوة.
واختلف الناس في تجريدها ، فمحققو الأوائل ذهبوا الى أنها مجردة ، والى هذا ذهب من أصحابنا الشيخ المفيد وبنو نوبخت (1)، والباقون اختلفوا ، منهم من زعم أنها مقارنة ، فالمحققون من هؤلاء ذهبوا الى أنها أجزاء أصلية في البدن من أول العمر الى آخره لا يتطرق إليها الزيادة والنقصان وأنها الذي تعبر عنه بقولك انا فعلت.
وآخرون ذهبوا الى أن المخاطب والمكلف إنما هو الهيكل المحسوس ، وزعموا أن هذا أمر بديهي لا يقبل التشكيك ، وهؤلاء عن التحقيق بمعزل ، وللناس اختلافات كثيرة في هذا المقام لا حاجة الى التطويل بذكرها لخلوها عن الفائدة ، فإذن المحرر من المذاهب مذهب المحققين من الأوائل ومحققي المتكلمين ، فلنأت على حجج القبيلين ونفسخ منها (2) ما يأتي.
فنقول : استدل الأوائل على تجريد النفس بوجوه (3):
الأول : أن هاهنا معلومات غير منقسمة كالوحدة وواجب الوجود ، فالعلم بها
صفحہ 227