غونوريل :
لقد أصبحت ولا يعتد بي.
ألباني :
أنت يا غونوريل لا تعدلين التراب الذي تسفيه الريح على وجهك. أرى في شيمتك ما ينزل الرعب بنفسي! إن المرأة التي تزري بأبيها لقمينة أن تقترف كل منكر، ولعمري إن الوليدة التي تنفصل وتنشق على معين الحياة من الجزع الذي أنبتها لا بد أن يعالجها الذبول والجفاف، وتتناولها أيدي الردى.
غونوريل :
كفى! هذا كلام سخيف.
ألباني :
لا غرو أن تكون الحكمة والفضيلة سقطا في عيني الساقط. الدنس لا يستطيب إلا الدنس. ماذا فعلتما أيتها النمرتان - ولا أقول الابنتان - ماذا اقترفتما؟ أكذا تصنعان بأبيكما الرجل المسن الوقور الذي تملك شيبة رأسه مشاعر النفس، ولو كانت نفس دبة مقودة. يا أضرى الخلق، وأعق النفوس! أعراكما الجنون؟ بل كيف أجازته رجولة عديلي الكريم، ونبل نفسه، وعظيم عرفانه بالجميل! لعمري لو أغضت السماء طرفها فلم ترسل سوط نقمتها تعزيرا على مثل هذه الجرائم؛ لأكل الناس بعضهم بعضا كما تفعل وحوش اليم العميق.
غونوريل :
يا ذا الكبد البيضاء، الذي يحمل خدودا للطمات، ورأسا لتنصب عليها المهانة، والذي لم تركب تحت حاجبه عين تتبين ما يرفعه وما يحطه، إنه لهو الأحمق الذي يشفق على أولئك الأوغاد، ويأسى لعقابهم قبل أن يوقعوا ما انتووه من الشر. أين طبلك ونفيرك في قومك؟ لقد خفقت بنود ملك فرنسا في بلادنا حين لا تسمع فيها قعقعة سلاح منا لمقاتلته، ولا لجب جيش لمقاومته. تقدم فرسانه المعلمون نحو حماك ليستبيحوه وليحكموه حين تخلد أنت للسكينة والفلسفة الحمقاء. صارخة «وا أسفا»! لماذا يفعل ملك فرنسا بنا هذا؟
نامعلوم صفحہ