سمعا يا مولاي! (يخرج غلوستر وإدموند) .
لير :
ولنعلن نحن في أثناء انتظارهما أخفى ما نسر من أمورنا. أنلني تلك الخريطة. نعلن لكم، أيها السادة، أننا قسمنا مملكتنا ثلاثة أقسام، وأننا وطدنا العزم على أن نلقي هموم الحكم والتدبير عن عاتق الشيخوخة منا لنجعلها على مناكب الشباب ممن هم أقوى منا؛ حتى ندلف إلى الجدث خفافا. ولدنا صاحب كورنوال! وأنت يا ولدنا صاحب ألباني الذي لا يقل عن صنوه كرامة علينا، لقد صحت عزيمتنا على أن نذيع الآن بائنة بناتنا منا؛ حتى نتقي نزاع المستقبل من اليوم، وسيؤتى جوابهما الآن الأميران؛ صاحبا فرنسا وبورغانديا، اللذان يتنازعان حب ابنتنا الصغرى، وطال مقام الهوى منهما في بلاطنا. خبرنني يا بناتي، إذ عزمنا الآن أن نخلع عن أنفسنا الحكم وما نملك، ونطرح وراءنا هموم الدولة: أيكن فيما نقول أشد حبا لنا حتى نمنحها أوفى حظ تتقاضاه الفطرة، وتستأهله الجدارة من نعمتنا؟ غونوريل يا ابنتنا الكبرى تكلمي أنت أولا.
غونوريل :
مولاي، إني أحبك حبا لا يحيط به اللفظ، إنك لأحب إلي من النظر، ومن الدنيا والحرية، وأقوم عندي من كل قيم، وأثمن من كل نادر وثمين، بل لعمري لا يعدو حبك في نفسي حب الحياة محبوة بالنعمة والعافية، وبروعة الحسن والعزة. حبي إياك أبلغ ما وجد ولد لوالده، وأشد ما استشعر والد لولده، حب تتخاذل دون غايته ولائد النفس، ويعجز المنطق. أحبك حبا يقل إلى جانبه كل كثير.
كورديليا (لنفسها) :
ويح كورديليا ماذا تستطيع أن تصنع؟ تحب وتلتزم الصمت.
لير :
على كل هذه الأرضين بين هذا الخط وذاك بما تتضمن من ظليل الحراج وخصيب البراح، وبما فيها من أنهر فياضة بالنماء، ومروج مترامية الأطراف، بأمرنا تكونين السيدة، وتكون لأعقابك وأعقاب ألباني من بعدكما وقفا آبدا. وماذا تقول ابنتنا الثانية ريغاننا العزى - زوجة كورنوال - تكلمي.
ريغان :
نامعلوم صفحہ