63

ملک غیر متوج

ملك غير متوج

اصناف

وكان لويس في تلك اللحظة قد تقدم إلى داخل الغرفة ووقف إلى جانب أخيه، ومد إليه يده قائلا في ضحكة فارغة: حسنا، أين الشيك اللطيف الصغير؟

ووضع سيرل يده في جيبه وأخرج حافظة أوراقه وكان لويس وأمه يراقبانه في اهتمام كبير، بينما كان يطبق الورقة في يديه وهو ينظر إليها، فقال لويس في إلحاح: أعطها لي.

فرد سيرل في تؤدة ورزانة: قبل أن أعطيها لك أريد أن تقدم لي كل التأكيدات وأن تقسم لي بأنك سوف تحب وتحترم الفتاة الكريمة التي ستكون زوجة لك.

وكان سيرل يتكلم وهو ينظر بتفرس في وجه أخيه، وكأنما لم يعجبه ما لاح على وجهه وقتذاك، فأردف مطالبا: هل سمعت ما أقول؟ ألم تسمع؟ - إنك تصيح بعلو كاف، ولكن هل لي أن أسألك ما شأنك أنت بهذا؟ ومن هي تلك الفتاة التي تتكلم عنها؟ - لقد وعدت الآنسة فيرونيك باسمك؛ فقد أنقذتك من الخجل وأنقذتها من العار والمذلة، كما خلصت مشروعك الثمين من الضياع بقيامي بأكذوبة أمام البارون كريستوف.

فقاطعه لويس بخشونة: إنني لم أطلب منك أن تفعل شيئا من هذا، أليس كذلك؟ - لا، وهذا جزء من المأساة، ولكن ليس لنا أن نتناقش في هذا الموضوع؛ فقد فعلت ما فعلت تبعا لرغبة والدتك. وما أريده الآن هو أن تقسم قبل أن أسلم هذا إليك بأن تعمل ما في وسعك لكيلا تعرض تلك الفتاة البريئة لأي تعب أو تعاسة من جراء هذا الموضوع.

ونظر لويس لأخيه لحظة أو اثنتين، ثم استلقى على قفاه وقد انفجر في ضحكة طويلة عالية، ثم قال: حسنا، إنني لم أسمع في حياتي شيئا أبدع من هذا قط!

غير أن السيدة وقد لاح عليها أنها لم تستطع أن تضبط عواطفها أكثر من هذا، قالت بمرارة وحرقة: إني لم أسمع في حياتي بشيء مزر كهذا قط.

والتفتت إلى سيرل وانفجرت قائلة: أظن أنك تعشق فيرونيك كريستوف أنت نفسك؟

وكانت تريد أن تقول شيئا أكثر من هذا، شيئا أشد إيلاما وقسوة، ولكن لويس قاطعها وهو لا يزال يضحك: لا تتعبي الرجل المسكين يا أماه، سوف أعطيه التأكيدات التي يطلبها، وعند ذاك نصبح جميعا سعداء. استمع إلي.

والتفت إلى سيرل وأتم في جد وتعظيم: إني أقسم لك بشرفي أن حياتي المستقبلة سوف أقضيها محاولا جهدي إسعاد السيدة الجميلة التي ستكون زوجة لي! والآن هل أنت مقتنع بهذا؟

نامعلوم صفحہ