فقال بصوت ثابت: وهل لا تزالين معجبة به أكثر من أي رجل آخر؟ - أوه! إنه لم يفكر في هكذا، ولذلك ... - إنه لم يصارحك بحبه؟ - أوه، لا! - إنه لمجنون!
فضحكت فيرونيك ثم قالت: ما كان لديه وقت لهذا؛ فقد كان غارقا في رسمه.
فصاح في صوت مذبوح، وقد أمسك بيده أعلى رقبته كعادته دائما عندما يفاجأ بأمر مثير غير منتظر: رسمه؟! رسمه؟!
وكان صوته غريبا وحركته لافتة للنظر، لدرجة أن فيرونيك داخلها الخوف فغمغمت: لماذا؟! ماذا قلت؟!
وأسرع مؤكدا فقال وهو يضحك: لا شيء، لا شيء، هذا فقط ما يسميه الإنجليز ضفدعة في الحلق، هل تعرفين ما هي؟
فأومأت برأسها إيجابا، ولكنها سألت باهتمام: هل أنت الآن أحسن حالا؟ - أحسن تماما، ولكن خبريني عما رسمه هذا الرجل، أعني الرجل الذي أعجبت به. - إنه رسم صورتي. - أوه! - إنها حقا كانت صورة جميلة، كل من رآها أعجب بها، هل أنت، أعني هل جلالتك ... - بحق السماء لا تدعني بهذا الاسم!
وكانت مقاطعته لها بخشونة وشدة جعلتها تضحك ثم تقول: لم لا؟ إن والدي ليؤنبني إذا لم أقل هذا، وإني لست أحب كثيرا اسم لويس. - إني أكره هذا، ولكن استمري في حديثك عن الصورة والرجل الذي رسمها، صفيه لي.
وأجالت بعينيها الزرقاوين مرة أخرى في وجهه، ثم قالت في بطء: حسنا، إنه بصراحة يشبه جلال... أعني أنه يشبهك نوعا ما. - أهذا إطراء لي؟ - أوه! لا، لأن الشبه كان من هنا، وكان باقي الوجه مغطى بلحية فظيعة جدا.
وكانت قد وضعت يدها المغطاة بالقفاز تحت أنفها فغطت فمها وذقنها، فرد عليها: ومع هذا فقد أعجبت به؟ - إنني قلت فقط شيئا ما، لأن صورتي استغرقت في رسمها أربعة أيام، ومن يومها لم أر الفنان قط. - ولست ترغبين أيضا في رؤيته؟ - لا، أظن لا. - إنك لا تهتمين به، أليس كذلك؟
فغمغمت بلطف: لا، ليس الآن. - عندما تكونين ملكة فرنسا؟ - لست أقصد هذا فقط.
نامعلوم صفحہ