ولم يزد سيرل شيئا، بل ظل مأخوذا بالخيالات السعيدة، والشهرة المستقبلة، ولقب الفنان العظيم. وأخيرا قال فريزن: حسنا يا سيدي برتراند، أخشى أن يكون الوقت متأخرا، ولكن يجب أن نتقابل مرة أخرى، إذا سمحت لي أن أحضر لزيارتك.
فأردف سيرل: إن هذا تفضل كبير منك، إذ إنني أسكن في غرفة صغيرة في أحد الفنادق. - هل لي أن أسألك أي فندق؟ - فلا أجلانتين في أعلى التل. - أوه! إذن تقطن معكم الفتاة الجذابة الآنسة سان أماند؟
وعاد التجهم إلى وجه سيرل، فاستأنف فريزن: على أنني سوف أحضر إليك ربما في الغد، وسنتحدث عن أصدقائنا في باريس.
وعلى هذا افترق الاثنان، غير أنهما لم يتقابلا في الغد؛ فقد تسلم الكونت فريزن في الصباح الباكر أمرا رسميا بالسفر إلى فينا بقطار الظهر، وأرسل يعتذر إلى السيد برتراند في فندقه.
ومر وقت طويل عليهما قبل أن يتقابلا مرة أخرى، وقد حدث في ذلك الوقت من الحوادث الجسام ما لم يكن في حسبان أحد.
الفصل الخامس
ستراسبورج
19 سبتمبر سنة 1860
سيدتي الوالدة المحبوبة
تسطر لك هذا أرق وأشفق امرأة على وجه الأرض، وإني أمليه عليها لأني متعب مكدود، حتى لأجدني عاجزا عن أن أمسك بالقلم بين أصابعي.
نامعلوم صفحہ