مجموع رسائل الامام زید بن علی علیہم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
اصناف
مقتل عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
عن العباس بن بكار، قال: حدثنا شبيب بن شيبة، قال: سمعت خالد بن صفوان بن الأهتم المنقري، يقول: لما قدم زيد بن علي على هشام بن عبد الملك - وهو يومئذ بالرصافة وكان الناس يخبرون عن براعته وكثرة علمه، وبيان حجته وفصاحه لسانه، وشدة قلبه - دخلت عليه في منزله فسلمت عليه، وجلست وهو متكىء، فذكرت له أمر أبي بكر وعمر، ثم ذكرت له قتل عثمان، وأنه قتله قوم ليسوا من المهاجرين ولا من الأنصار.
فلما سمع كلامي استوى قاعدا فحمدالله وأثنى عليه، ثم صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذكر أبا بكر وعمر، ثم انتهى كلامه إلى ذكر عثمان، وأنه سار بسيرة صاحبيه، وكان على منهاجهما، ثم مال إلى الطقاء، وأبناء الطلقاء فاستزلوه فنكث على نفسه، فاجتمع في أمره المهاجرون والأنصار، فاستعتبوه فأبى إلا تماديا فيما لا يوافق الكتاب ولا السنة - التي اجتمعوا عليها - فقتلوه.
فقلت له: أكل المسلمون قتله يا ابن رسول الله؟
فقال: لا، لكن بعض قتل، وبعض خذل، والقاتل والخاذل سواء، فمكث ملقى لا تدفن جثته أياما ثلاثة.
فقلت: فما منعهم من دفنه يا ابن رسول الله؟
فقال: لو أنهم أرادوا دفنه لم يروا قتله، فأقام ثلاثة أيام على المزبلة وكان الصبيان يمشون على بطنه، ويقولون:
أبا عمرو أبا عمرو .... رماك الله بالجمر
ولقاك من النار .... مكانا ضيق القعر
صفحہ 222