مجموع رسائل الامام زید بن علی علیہم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
اصناف
كلا وباعث المرسلين، ماهذه صفة أحكم الحاكمين، بل خلقهم مكلفين مستطيعين محجوجين مأمورين منهيين ، أمرنا بالخير ولم يمنع منه، ونهى عن الشر ولم يغر عليه، وهداهم النجدين - سبيل الخير والشر -، ثم قال: ?اعملوا?، فكل ميسر لما خلق له من عمل الطاعة، وترك المعصية، وقال تعالى: ?خلقه فقدره ثم السبيل يسره?[عبس:20- 21]، وقال تعالى:?فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى?[النازعات: 37- 41]، وقال تعالى: ?فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى?[الليل: 5 -10]، وقال تعالى: ?لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى?[الليل: 15- 18]، وقال تعالى: ?وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين?[الزخرف: 76]، و?لبئس ما كانوا يفعلون?[المائدة: 79]، و?جزاء بما كانوا يعملون?[الواقعة: 24]، ?ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون?[التوبة: 115]، فنفت المجبرة والمشبهة عن أنفسهم جميع المذمات، والظلم، والجور، والسفه، ونسبوها إلى الله عزوجل من جميع الجهات. فقالوا: خلقنا الله أشقياء، ثم عذبنا بالنار، ولم يظلمنا. فأي استهزاء أعظم من هذا، وأي ظلم أوضح، أو جور أبين مما وصفوا به الله عزوجل؟!
صفحہ 152