مجموع رسائل الامام زید بن علی علیہم السلام
مجموع رسائل الإمام زيد بن علي عليهم السلام
اصناف
بيان الخلاف في تعين الخليفة وكيفية الحكم في ذلك
أما بعد.... فإنا قوم لم ندرك النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أحدا من أصحابه الذين اختلفوا فنعلم كيف كان الخلاف بينهم، ونعلم أي الفريقين أولى بالحق والصدق؛ فنتابعهم ونتولاهم ونكون معهم، كما قال الله تعالى في كتابه: ?يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين?[التوبة: 119]، ونعلم أي الفريقين أولى بالكذب والضلال، فنتجنبهم كما أمر الله تعالى، فهذا غائب عنا ، وكنا كما قال الله تعالى: ?والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون?[النحل: 181]، حتى إذا أدركنا العقل طلبنا معرفة الدين من أهل الحق والصدق ، فوجدنا الناس مختلفين يتبرأ بعضهم من بعض، وقد يجمعهم في حال اختلافهم فريقان.
فريق قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مضى ولم يستخلف أحدا بعينه، وإنه جعل ذلك إلينا معاشر المسلمين، نختار لأنفسنا رجلا فنستعمله علينا، فاخترنا أبا بكر.
وفرق قالوا: إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم استخلف عليا فجعله خليفة وإماما نستبين به بعده. فصارت كل فرقة منهم مدعية تدعي الحق.
فلما رأينا ذلك أوقفنا الفريقين جميعا، حتى نستبين ذلك، ونعرف المحق من المبطل.
ثم سألنا الفريقين جميعا: كيف كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقضي بين الخصمين والفريقين إذا اجتمعوا إليه؟
فاجتمع الفريقان جميعا على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يكن يقضي بين الفريقين إذا اجتمعوا إلا بالبينة العدول من غير أهل الدعوى، ممن لا يجر إلى نفسه.
صفحہ 126