--- وأن تكون سيرته إذا دخل بلدا أمر أهله قبل كل شيء بطاعة الله, من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة،، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإيفاء المكيال والميزان، والقيام بالمصالح، والبعد من أعداء الله، والقرب من أولياء الله، وتوفير ما يلزمهم إخراجه بعد ذلك، والجهاد في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فإن ذلك سنام الدين, وبه استقامت قواعد التقوى، وخمدت نيران أهل الباطل، وجعل له الولاية في أن يأخذ أجرة عمله مما يجوز لمثله من الأشراف, من خراج أو خمس أو شيء يؤخذ من غير الزكاة، فإنها محرمة على بني هاشم, كما وردت به السنة الشريفة. وفي الحلال مندوحة عن الحرام, والله تعالى أحق أن يتقى معاصيه، وآمره أن يفتقد علماء الجهات وذوي التدين منهم، فيجري عليهم كفايتهم من ربع الواجبات المأخوذة, من غير إضرارا بالضعفاء والأيتام في قدر ما يخصهم، وأن يتحرى في تقسيط ذلك بجهده، وأن يولي على ذلك على الخصوص من يوثق به في القبض والتفريق، وأن يكون عينا على أهل الحصون في ولايته، ليكون كل منهم واصلا إلى حقه، ويكون المخزون فيها معلوما مقدرا معدا لوقت الحاجة، وعليه الرجوع فيما يغتر به من المشكلات, وينوبه من القضايا المدلهمات, إلى إمامه إن كان قريبا يتمكن من الرجوع إليه في ذلك, قبل فوات وقت الحاجة فيما دهمه، فإن كان بعيدا أو الوقت ضيقا, يرجع إلى من في جهاته من العلماء, أهل الورع والدين والبصائر، وليتحرى أعلمهم وأفضلهم في جميع الخصال، فليعمل بما يأمره به, وليكن معه في جميع الحالات من أهل العلم والورع والصلاح ما يقارنه ويباشره، فالمرء يتحلى بحلية قرينه من صلاح أو غيره، وليبعد عن مجلسه في جميع حالاته أهل الفجور والفسق والمجون، فإن الأمر جد, والقصد أن يرضى خالقه,
ويتخلق بأخلاق آبائه عليهم السلام، وهذه سننهم.
صفحہ 42