كتاب "فضل علم السلف على الخلف" يقول: "والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل" (١).
وفي الذيل على طبقات الحنابلة (٢) يذكر حكاية فيها أنّ ابن فورك - وهو أشعري معروف- دخل على السلطان محمود فتناظرا، قال ابن فورك لمحمود: لا يجوز أن تصف الله بالفوقية لأنّه يلزمك أن تصفه بالتحتية؛ لأنّ من جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت، فقال محمود: ليس أنا وصفته بالفوقية لتلزمني أن أصفه بالتحتية، وإنما هو وصف نفسه بذلك. قال: فبهت.
مكانته فقهيًا:
يقول علي الشبل في كتابه الماتع "منهج الحافظ ابن رجب في العقيدة" ص ٧٠ - ٧٢:
كان ﵀ في فروع المسائل الفقهية على مذهب الإمام أحمد وأصحابه من الحنابلة، فيتبع أصول مذهب أحمد اتباع حق لا هوى وتشهٍ. وكانت له معرفة بالمذهب، حيث حفظ مختصر الخرقي على شيخه ابن النباش، وقرأ الروايات عن الإمام أحمد في مسائل أبنائه وأصحابه، وتحصلت له ملكة في التمييز بين روايات المذهب وأقواله وأوجهه وتخريجاته، حتى غدا متعقبًا لغرائب كبار الأصحاب في كتابه ذيل طبقات ابن أبي يعلى. ا. هـ.
قال ابن عبد الهادي: "وكتاب القواعد الفقهية مجلد كبير، وهو كتاب نافع، من عجائب الدهر، حتى إنه استكثر عليه، حتى زعم بعضهم أنّه وجد قواعد مبددة لشيخ الإسلام ابن تيمية فجمعها، وليس
_________
(١) فضل علم السلف ص ١٩.
(٢) (١/ ١٢).
مقدمة جـ 1 / 12