287

من صفح (101) ج (2) قوله: وهذان الحديثان من أدل الدلائل على خلافة أبي بكر، والحديثان هما مارووه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لعائشة: ((لقد هممت أو أردت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد أن يقول القائل أو يتمنى المتمنون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون )) رواه البخاري، وروى مسلم أيضا عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه: ((ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمن متمن أو يقول قائل أنا أولى ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر))..الخ قلت: يقال: لو كان من هذا شيء لاحتج به أبو بكر يوم السقيفة فقد كان في أمس الحاجة إلى ذلك وقد كادت الفتنة أن تثور، ولم يحتج أبو بكر إلا بالقرب من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما ذلك مأثور، ولهذا قال الوصي عليه السلام: احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة، ولو كان من هذا شيء ماتأخر أمير المؤمنين عليه السلام وكافة بني هاشم وأعلام السابقين عن بيعتهم يوم السقيفة وهو مع الحق والقرآن والحق والقرآن معه، كما هو معلوم بالنص النبوي المتفق عليه، لو كان شيء ما تأخر لحظة واحدة كيف وقد اعتزلهم ستة أشهر برواية البخاري ومسلم، ولكنها لم تكن قد لفقت مثل هذه التراهات ودست في الصحاح، وهذان الحديثان الآحاديان المرويان عن عائشة لايقاومان عشر معشار الوارد في أمير المؤمنين عليه السلام لارواية ولادلالة كخبر الغدير المتواتر الذي جمع فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الحجيج في حجة الوداع وخطبهم فيه وبلغهم على رؤوس الأشهاد وقال: ((من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله )) بعد أن قال: ((ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى )) فهل بعد هذا البيان من بيان، ولهذا قال المقبلي : إنه لا أوضح منه دلالة ورواية وقال: فإن كان هذا معلوما وإلا فما في الدنيا معلوم. وقال الذهبي على شدة انحرافه ونصبه: بهرتني طرقه فقطعت به.

وستأتي روايته للمؤلف في ذكر فضل أهل البيت صفح 400 وهو أوضح من فلق النهار.

صفحہ 271