283

مع العامري في بهجة المحافل

حول رؤية الله تعالى

من صفح (131) ج (1) قوله: ورأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ربه ليلة الإسراء بعيني رأسه.

قلت: اعلم أن الرؤية المقتضية للتكييف ممتنعة على الله سبحانه وتعالى بالاتفاق بين العدلية وغيرهم، والذين أثبتوها من الأشعرية يقولون: بلاكيف، ولهذا قال صاحب الكشاف رادا عليهم:

وجماعة سموا هواهم سنة .... وجماعة حمر لعمري موكفة

قد شبهوه بخلقه وتخوفوا .... شنع الورى فتستروا بالبلكفة

أي قالوا: بلا كيف. قلت: والإدراك بعيني الرأس أو بإحدى الحواس لايجوز على الله جل جلاله قطعا عقلا وشرعا. أما العقل: فلأنه يستحيل رؤية غير الجسم والعرض، لأنه لايرى إلا المقابل أو مافي حكم المقابل وهو مافي الماء أو المرآة، والمقابلة ومافي حكمها تقتضي المكان والتكييف وذلك من لوازم الأجسام والأعراض المستوجبة للحدوث، ولو كان يرى في حال لرأيناه جل وعلا في الحال إذ الحواس سليمة والموانع مرتفعة.

صفحہ 267