============================================================
وأتي بفالوذج، فوضع قدامه، وقال : (إنك طيب الريح، حسن اللون، طيب الطعم ، ككن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتد) وفي رواية : فلم يأكل منه .
قال عبد الملك بن عمر: حدثني رجل من ثقيف : أن عليا رضي الله عنه استعمله على عكبرا، قال : ولم يكن السواد يسكنه المصلون ، وقال لي : إذا كان عند الظهر.. فرخ الي، فرخث إليه، فلم أجد عنده حاجبا يحبسني دونه، فوجدته جالسا وحده وعنده قدح وكوز من ماء، فدعا بطينة(1)، فقلت في نفسي: لقد أمنني حتى يخرج إلي جوهرا، ولا أدري ما فيها، وإذا عليها خاتم، فكسر الخاتم، فاذا فيها سويق، فأخرج منه، وصب في القدح، وصب عليه ماء، فشرب وسقاني، فلم أصبر، فقلت : يا أمير المؤمنين ؛ تصنع هاذا بالعراق وطعام العراق اكثر من ذلك ؟ قال : (أما والله ؛ ما أختم عليه بخلا عليه، وللكني أبتاع قدر ما يكفيني، فأخاف أن يفنى فيوضع من غيره ، وإنما حفظي لذاك ، وأكره أن أدخل بطني إلا طيبا) لانتهن "الحلية" 82-13/1] .
قال الغزالي - قدس الله روحه - : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنه لم يأكل بعد قتل عثمان ونهب الدار طعاما إلا مختوما ؛ حذرا من الشبهة (2) .
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على علي بن أبي طالب وهو مريض، فقال له : "قل اللهم؛ إني أسالك تعجيل عافيتك، أو صبرا على بليتك، أو خروجا من الدنيا إلى سعة رحمتك ؛ فإنك ستعطى إحداهن 9(3).
وعن سفيان، عن الأعمش، قال : كان عليع رضي الله عنه قؤته وكسوته من شيء يجيثه من المدينة يعرف حله وعن سفيان الثوري ، عن عمرو بن قيس قال : قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين؛ لم ترقع قميصك ؟ قال : (لأنه يخشع القلب ، ويقتدي بي المؤمن ، وإنه ابعد من الكبر) وعن أبي سعيد الأزدي - وكان من أئمة الأزد - قال : رأيت عليا رضي الله عنه أتى السوق (1) الطية: قطعة من الطين يختم بها الصك ونحوه (2) الإحياء (91/2).
(3) الاحياء (209/2)، والحديث أخرجه بنحوه ابن حبان في "الإحسان" (922)، والحاكم (703) عن اليدة عائشة رضي الله عنها ، وأخرجه القضاعي عن سيدنا علي رضي الله عنه (333/2) .
صفحہ 244