243

============================================================

بعد موته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خوان الأموال وهم آحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر؛ أعيانهم مفقودة، وآثارهم في القلوب موجودة ، هاه ا هاها إن هلهنا - وأشار بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة، بلى أصبت لقنا(1) غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر بحجج الله تعالى على كتابه، وينعمه على عباده، أو منقادا لأهل الحق لا بصيرة له في إحيائه ، يقتدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذات، سلس القياد للشهوات ، أو مغرى بجمع الأموال والادخار، وليسا من دعاة الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة، كذلك يموت هذذا العلم بموت حامليه، اللهم ؛ بلى ، لن تخلو الأرض من قائم لله بحجة الله تعالى ؛ لكي لا تبطل حجج الله تعالى وبيناته، أوليك هم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم، ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر، فاستلانوا ما استوعر منه المترفون، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمنظر الأعلى، أولئك خلفاء الله تعالى في بلاده، ودعاته إلى دينه ، هاه! هاءا شوقا إلى رؤيتهم ، وأستغفر الله لي ولك، إذاشئت. . فقم) .

وعن علي بن ربيعة الوالبي قال : جاء ابن التياح فقال : يا أمير المؤمنين ؛ امتلأ بيت مال المسلمين من صفراء وبيضاء، فقال : الله اكبر، فقام متوكثا على ابن التياح ، حتي قام على بيت مال المسلمين، ثم نودي في الناس، فأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين، وهو يقول: (يا صفراء، يا بيضاء؛ غري غيري، ها .. وها..) حتى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم آمر بنضحه(1)، وصلى فيه ركعتين زاد في رواية : أنه كان يكنس بيت المال، ويصلي فيه، يتخذه مسجدا؛ رجاء آن يشهد له يوم القيامة وعن العلاء : أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب الناس ، فقال : (والله الذي لا إلكه إلا هو ؛ ما رزأت(3) من فيئكم إلا هذذه) وأخرج قارورة من كم قميصه، فقال : (أهداها إلي مولاي دهقان) (1) اي : فهما غيرثقة. .

(2) نضح بيت المال : اي رشه بالماء.

(3) اي : ما أخذت

صفحہ 243