التاريخ والأخلاق والعادات وتدبير الممالك ووحدة الاجتماع العالمي من الفروع السياسية وهي مستقلة عما يتعلق بالسياسة الإدارية.
والحامل لي على فتح هذه الجريدة أني رأيت شقيقي الفاضل السيد عبد الله أفندي النديم المنشئ الشهير قد قضى مدة اختفائه مشتغلًا بوضع كتب لا تخلو من الفوائد لما اشتملت عليه من الأبحاث العلمية فاستأذنته في نشرها لإتمام خدمته المقصودة له من تأليفها فرخص لي بنشر عشرين كتابًا منها مما تم تحريره وتنقيحه. ومع كوني اتخذت هذه المؤلفات مادة للجريدة فإني وكلت تحرير مطالبها وترتيب رسائلها لقلمه لسهولته. وقد بست يد القبول لما يرد علينا من كتب الأفاضل ورسائل سادتي رجال المعارف في أي فن كتبوا. وسنفرد لكل فن بابًا بعد صور العدد الأول فإننا أصدرنا هذا العدد مشتملًا على مقدمة تاريخه الأدبي المسمى (كان ويكون) يتقدم ذلك رسالة شكر النعم ويتبعه مقدمة المدح ثم الفوائد والنوادر
والفكاهات وعسى أن تقع هذه الخدمة موقع القبول عند ذوي الألباب والآداب فنرى إقبالهم على الجريدة إقبال إخوان الصفاء على الأخذ بيد المعارف ونشر الفضيلة وتخليدًا لذكر تتلوه السطور على ورَّد العصور والمسؤول من جانب الحق ﷾ الإعانة والتوفيق لما فيه منفعة الأمة والوطن وحفظ القلم من الزيغ عن الصراط المستقيم. والشكر لأهل الفضل والمجد يتقدم هذا كله من خادمهم المخلص.
عبد الفتاح النديم الإدريسي
1 / 3