============================================================
المبحث الأول/ العقيدة الإسلامية بين التنزيه والتجسيم المكان محيطا به من جهة ما أو من جهات وهذا منتف عن الباري تعالى بنص الآية المذكورة. والمكان شيء بلا شك، فلا يجوز أن يكون شيء في مكان ويكون هو محيطا بمكانه هذا محال في العقل، يعلم امتناعه ضرورة وبالله تعالى التوفيق"(1).
2 - قال الإمام آبو منصور البغدادي الشافعي (ت/29) ه)ا في كتابه "الفرق بين الفرق" في بيان الأصول التي اجتمع عليها أهل السنة: "وأجمعوا على أنه لا يخويه مكان، ولا يجري عليه زمان، على خلاف قول من زعم من الهشامية والكرامية أنه مماس لعرشه، وقد قال أمير المؤمنين عليل: (إن الله تعالى خلق العرش إظهارا لقذرته لا مكانا لذاته). وقال أيضا: (قذ كان ولامكان وهو الآن على ما كان)"(2).
3- وقال الإمام فخر الدين الرازي (ت/606ه) في تفسير قوله تعالى: وهو 4 معكزاين ماكنثم} [الحديد/4]: "المسألة الثانية: قال المتكلمون: هذه المعية إما بالعلم وإما بالحفظ والحراسة، وعلى التقديرين فقد انعقد الإجماع على أنه سبحانه ليس معنا
(3 بالمكان والجهة والحيز"(2).
) - قال المحدث ملا علي القاري الحنفي (ت/1014ه): "وأما علؤه تعالى على خلقه، المستفاد من نخو قؤله تعالى: وهوالقاهرفوق عبادهه) [الأنعام/18]، فعلو مكانة ومرتبة لا علو مكان، كما هو مقرر عند أهل السنة والجماعة بل وسائر طوائف الإشلام من المعتزلة والخوارج وسائر أهل البدعة إلا طائفة من المجسمة وجهلة من الحنابلة القائلين بالجهة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا"(2).
(41 5- وقال الحافظ اللغوي السيد مرتضى الزبيدي (1205ه) في كتابه "إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين" بعد آن فرغ من شروح كلام الإمام الغزالي: (الاستواء
(1) ابن حزم، الفصل في الملل والأفواء والنحل (98/2).
(2) أبو منصور البغدادي، الفرق بين الفرق (ص/ 321).
(3) الرازي، التفسير الكبير (449/29).
(4) ملا علي القاري، منح الروض الأزهر شرح الفقه الأكبر (ص /332).
صفحہ 32