============================================================
المجالس المؤيدية قالوا : إنه سبحانه كنى عن الكافر والجاهل بالميت مجازا، وهو حى يالحقيقة.
فأحييناه ، يعنى بالايمان .قالوا : هومجاز ، فليس الإيمان حياة بالحقيقة 8 وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس وهو القرآن - قالوا على العجاز ، فليس القرآن بنور بالحقيقة.
هذه خاية ما عندهم فى معنى الاية . ينسبون ريهم سبحانه على طريق من الجمل إلى الكذب ، ويجعلون العلة فيه كلام العرب . والقضية عكس ما يظنون و نقيض ما يتوهمون : فإن العجازما سموه حقيقة ، والحفيفة ما سموه مجازا والعجان ماخوذ من " جاز يجوز جوازأ، ومنه اشتق العجاز وهو الطريق فنقول : ان الحياة التى كانت لهذا الكافر قبل إجابته دعوة الثبوة كانت حياة مجاز لا حياة حفيقة ، مثل حياة البهائم ، محصولها موت الأبد . فهو وإن كان فى شعار الحياة ظاهرا ، فلقد كان من جهة الحقيقة ميتا ، فجاعت كناية الله عن حقيقة لا عن مجاز . فلما دعاه الرسول نفخ فيه روح الحياة الأبدية حفيقة لا عن مجاز من بعد موته ، وآسهمه فيما آتاه الله تعالى بقوله : 4 وكذلك أوحينا إليك روحا من امرنا 4(1) فالحياة الطبيعية المكتسبة يشركه فيها أجناس البهائم التى يكون ثبوتها ال حين نزول القبر هى حياة المجاز ، لانسلالها من القبضة وزوالها والحياة الكتسبة من مستقر النيوة هى الحفيقة لثبوتها ودوامها . فقد انقلبت المسألة فصار حقيفهم مبازا، ومجازهم تحقيقا.
(1) سورة الشورى 52.
صفحہ 29